هذا ما فعله “فيليب الثاني” ملك إسبانيا لمحو اللغة العربية فى بلده
أميرة جادو
يعتبر عهد “فيليب الثاني” ملك إسبانيا حقبة محورية ففى عام 1566، حيث قام بإصدار مرسومًا تردد صداه في كافة أنحاء شبه الجزيرة الأيبيرية. وذلك بسبب حظره لاستخدام اللغة العربية كتابةً وتحدثًا. بل فرض أيضًا أن تبقى أبواب المنازل مفتوحة يوم الجمعة لضمان عدم إقامة صلاة الجمعة للمسلمين.
حظر الأسماء المغربية والحمامات العربية
وشملت اللوائح الجديدة حظرًا على “الأسماء المغاربية”، وحظر استخدام المسلمين للحمامات العربية –الضرورية للتطهير الطقسي والتماسك المجتمعي مما يدل على محاولة “فيليب الثاني” لمحو التراث المغاربي بعد ما يقرب من 800 عام من الحكم الإسلامي في إسبانيا.
سبب منع اللغة العربية
والجدير بالإشارة أن الهدف هو تقوية سلطة “التاج الإسباني”، علاوة على فرض استخدام اللغة القشتالية وتأسيس هوية مسيحية متجانسة، وكان للمرسوم آثار عميقة على السكان المسلمين في إسبانيا، حيث جردهم من تراثهم اللغوي والثقافي، وكان شرط بقاء الأبواب مفتوحة أيام الجمعة بمثابة تدخل صارخ في خصوصياتهم، بهدف مراقبة ممارساتهم الدينية.
وخلال القرن الـ 16، كان التحدث باللغة العربية في المقام الأول في مناطق إسبانيا تحت الحكم المغاربي حيث تطورت الثقافة الإسلامية، على سبيل المثال الأندلس وأجزاء من جنوب إسبانيا.
والجدير بالذكر أنه بالرغم من جهود “فيليب الثاني” للتطهير العرقي ، لكن إرث النفوذ المغاربي لا يزال قائمًا في إسبانيا حتى يومنا هذا. في حين أن اللغة العربية قد تم قمعها خلال فترة حكمه، إلا أن البقايا الثقافية والمعمارية للحكم المغاربي لا تزال بمثابة تذكير بماضي إسبانيا المتعدد الثقافات.