كتابنا

الدكتور احمد صالح بن اسحاق يكتب:معلمة حضرموت: هل سينتصر العليمي لدموعها؟!

الدكتور احمد صالح بن اسحاق يكتب:معلمة حضرموت: هل سينتصر العليمي لدموعها؟!

 

تداولت وسائل التواصل الاجتماعي اليوم صورة لاحد المعلمات -جوار ساحة اعتصام نقابة المعلمين بحضرموت المطالبين بحقوقهم- غلب عليها عطش الصوم وتعب السير لتستظل بظل شجرة، فتزايد حزنها لتذرف دموع القهر على سنوات عمرها التي افنتها في التأهيل الجامعي وجهودها المضنية التي تبذلها في اعداد اجيال وطنها التي لم تمنحها السلطات التربوية مقابلها سوى اقل من 150 ريال سعودي بالشهر لتبكي كغيرها من المعلمات مرارة مأساة غياب العدالة الاجتماعية والدولية التي وصلت الى مستوى التوقيف التعسفي لرواتبهم الزهيدة حين طالبوا بتسويتها مقابل تدهور قيمة العملة المحلية. فهل يعلم الدكتور العليمي رئيس مجلس القيادة ان قيمة رغيف الخبز وزن 25 جرام بالمكلا 100 ريال يمني مما يعني حاجة هذه المعلمة الى 135000 ريال يمني لتوفر ثلاث قطع رغيف حاف لكل من والدتها وثلاثة من اطفالها في كل وجبه، افتحوا للدكتور العليمي الالة الحاسبة واحسبوا له (3 قطع رغيف للشخص × 5 اشخاص × 3 وجبات ×30 يوم بالشهر×100ريال =135000ريال) ليقتنع ان قيمة رواتب هؤلاء المعلمين الجامعيين في الشهر اقل من نصف قيمة حاجتهم من الخبز الحاف الذي قد يبقيهم على قيد الحياه. اعلموه ان الامر قد تجاوز حالة المذلة لمعلمينا ومعلماتنا الافاضل وتجاوز حالة الفقر وتجاوز حالة الجوع بل وتجاوز حالة الجوع المدقع؛ التي عرفتها ادبيات الامم المتحدة بانها: خط الفقر (Poverty Line):هو مستوى الدخل الذي يعتبر فيه الفرد أو الأسرة فقيرًا، اما خط الجوع (Hunger Line):هو مستوى العجز عن توفير الاحتياجات الغذائية الأساسية التي يجب تلبيتها للحفاظ على صحة الفرد، مثل السعرات الحرارية والعناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها التوازن الغذائي لجسم الانسان. اما خط الجوع المدقع (Extreme Poverty Line or Extreme Hunger Line): فعرفته ادبيات الامم المتحدة بانه أدنى مستوى للفقر والجوع الذي يعاني منه الأفراد أو الأسر و الذي يكون الشخص غير قادر على تلبية حاجاته الغذائية الأساسية والحصول على الأمور الأساسية للعيش الكريم.
اسالوا رئيس مجلس الرئاسة: اذا كان راتب المعلم اقل من نصف قيمة الخبز فاين اجور مواصلاته ومواصلات اطفاله للمدرسة وادواتهم وكتبهم وملابسهم المدرسية وعلاجهم واين قيمة ايجار منزله و فواتير حاجتهم للماء والكهرباء واين افطارهم وسحورهم وعيدهم وغيرها من ضروريات الحياة الكريمة؟
الخلاصة: في الوقت الذي اصبح اضراب المعلمين الذي تشهده حضرموت اليوم هو للمطالبة باقل من ضروريات الحياة الكريمة التي كفلها الدستور ومواثيق حقوق الانسان الدولية بل مطالبة باستكمال قيمة رغيف خبز ينقذ حياتهم من الموت جوعا، فان الامر لا يستدعي قرع اجراس الخطر والبيانات النقابية والحزبية القبلية فحسب بل ان الامر يحتاج من كل منا ان يرد على حكيم العرب ابو الطيب المتنبي على قوله: “أني أعجبُ من رجلٍ لا يَجِدُ الخُبز في بيته، ولا يَخْرُجُ على الناس شاهرًا سيفَه” فهل نخبر المتنبي ان حضرموت الغنية بثرواتها التي اصبح اجر المعلم بها اقل من نصف قيمة حاجته من الخبز سببه ان من وصفهم المتنبي بـ”الرجال” قد ماتوا؟

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى