عائلة قطاوي: عائلة مصرية يهودية ودورها في النشاط السياسي والاقتصادي
ترجع أصول عائلة قطاوي إلى قرية قطا شمال القاهرة. نزح أليشع حيدر قطاوي إلى القاهرة في أواخر القرن الثامن عشر، وحصل ابنه يعقوب (1801-1883) على امتيازات من الحكومة للقيام بأنشطة تجارية ومالية. كان أول يهودي مصري يمنح لقب «بك». كما حصل على لقب بارون من الإمبراطورية النمساوية المجرية، التي حملت العائلة جنسيتها.
دور عائلة قطاوي في السياسة
برز دور عائلة قطاوي في السياسة خلال القرن التاسع عشر. شغل يعقوب قطاوي منصب وزير المالية في عهد الخديوي عباس الأول (1849-1854)، واحتفظ بالمنصب خلال حكم الوالي سعيد والخديوي إسماعيل. كما تولى رئاسة الطائفة اليهودية في القاهرة.
خلفه ابنه موسى قطاوي (1850-1924) في رئاسة الطائفة، واختير عضوًا في البرلمان المصري، وتم منحه لقب الباشوية. كان موسى قطاوي من كبار رجال المال والبنوك، وساهم في تمويل مشاريع السكك الحديدية في صعيد مصر وشرق الدلتا ومشاريع النقل العام في القاهرة بالتعاون مع عائلات سوارس ورولو ومنسى.
كان يوسف أصلان قطاوي (1816-1942) ابن موسى قطاوي. درس الهندسة في باريس وعمل عند عودته موظفًا في وزارة الأشغال العامة. بعدها سافر إلى إيطاليا لدراسة أصول صناعة السكر وعاد إلى مصر ليؤسس مصنع للسكر. اختير عضوًا في العديد من المجالس الاستشارية للمؤسسات الصناعية والمالية، واشترك سنة 1920 بالتعاون مع طلعت حرب ويوسف شيكوريل في تأسيس بنك مصر.
كان يوسف قطاوي عضوًا في الوفد المصري الذي سافر إلى لندن في عام 1915 للتفاوض مع بريطانيا بشأن استقلال مصر. كما اختير سنة 1922 عضوًا في اللجنة التي وضعت دستور مصر الجديد. شغل يوسف قطاوي منصب وزير المالية في عام 1924، ومنصب وزير المواصلات في عام 1925. كما انتخب عضوًا في مجلس النواب ومجلس الشيوخ.
دور العائلة في الاقتصاد
لعبت عائلة قطاوي دورًا بارزًا في الاقتصاد المصري خلال القرنين التاسع عشر والعشرين. كان أفراد العائلة من كبار رجال المال والأعمال، وساهموا في تأسيس العديد من الشركات والمؤسسات الاقتصادية في مصر.
كان يعقوب قطاوي من أوائل اليهود المصريين الذين حصلوا على امتيازات من الحكومة للقيام بأنشطة تجارية ومالية. أسس شركة قطاوي وإخوانه، وهي شركة تجارية كبرى كانت تنشط في مجال تصدير المنتجات الزراعية المصرية.
كان موسى قطاوي من أبرز رجال المال والأعمال في مصر في أوائل القرن العشرين. أسس شركة قطاوي وشركاه، وهي شركة تجارية كبرى كانت تنشط في مجال الاستيراد والتصدير والنقل. كما كان أحد مؤسسي بنك مصر.
كان يوسف أصلان قطاوي من أبرز المستثمرين في مصر في فترة ما بين الحربين العالميتين. أسس مصنعًا للسكر في محافظة المنيا، كما شارك في تأسيس العديد من الشركات الصناعية والمالية.
دور العائلة في المجتمع المصري
عارضت عائلة قطاوي المشروع الصهيوني، وأكدت على انتماء أفرادها للمجتمع المصري. ولذلك شجعت العائلة على اندماج اليهود المصريين في المجتمع المصري، ودعمتهم في مجالات التعليم والثقافات.
أسس يوسف أصلان قطاوي جمعية الشبان اليهود المصريين في عام 1934. ولذلك كان هدف الجمعية هو تنمية الوعي الوطني لدى اليهود المصريين، وتعزيز اندماجهم في المجتمع المصري.
الخاتمة
لعبت عائلة قطاوي دورًا بارزًا في النشاط السياسي والاقتصادي في مصر خلال القرنين التاسع عشر والعشرين. كانت العائلة من العائلات اليهودية الثرية والمؤثرة في مصر، وساهمت في بناء وتطوير البلاد
