قبائل و عائلات

ما هي أول قبيلة يهودية نقضت عهدها مع رسول؟

أميرة جادو

عندما هاجر رسولنا الكريم (صلى الله صلى الله عليه وسلم) إلى المدينة المنورة، كانت بالمدينة كلا من الأنصار من الأوس والخزرج، وكانوا حينذاك في جاهليتهم يعبدون الأصنام، وذلك بطريقة مشركي العرب، حيث كان بها اليهود من أهل الكتاب من على طريقة أسلافهم ، وكانوا من ثلاثة قبائل، هما : بني النضير، بنو قينقاع، وبنوقريظة حلفاء الأوس.

وقد عامل رسولنا الكريم كل طائفة من هذه الطوائف كما أمره الله، فقام بمصالحة يهود المدينة، وكتب بينه وبينهم عهداً بكتاب.

وحارب النبي صلى الله عليه وسلم قبيلة بنو قينقاع بعد معركة بدر، فهم من أظهروا الحسد والبغي ثم نقضوا عهد بنو النضير بعد ذلك بنحو ستة أشهر ثم نقضت قبيلة بنو قريظة للعهد عندما خرجوا إلى غزوة الخندق، وكانوا أشد من اليهود عداوة للإسلام ولنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم .

معلومات عن بنو النضير

ساءت العلاقات ما بين بنو النضير و بين المسلمين، وذلك عقب غزوة أحد حيث كان رسول الله محم قد أوفد بأربعين رجلاً من الأنصار بهدف نشر الإسلام فى هضبة نجد، إلا أنهم قتلوهم جميعاً عدا واحداً قام بقتل رجلين من بنى عامر وذلك إنتقاماً لزملائه.

فغضب نبي الله محمد وذهب للتفاوض مع بنى النضير فى دفع الجزية، و أثناء تلك المفاوضات قام رجلان من بنى النضير بإلقاء حجر ضخم من أعلى فوق رسولنا الكريم ، فأخبر الله رسوله محمد بمغادرة المكان فوراً واتباع أصحابه وبذلك نجا نبينا محمد (ص).

ثم بعث نبينا محمد (ص) إلى محمد بن مسلمة من أجل إجلاء اليهود عن المدينة وبدءوا بتجهيز أمتعتهم، إلا أن أحد المنافقين (عبد الله بن أبى) منعهم من الرحيل فقاتلهم الرسول عشرين ليلة و أحرق نخيلهم، حتى أثنى عزيمتهم عن القتال وأجبرهم في النهاية على الرحيل من المدينة.

معلومات عن بنو قريظة

عندما وقعت معركة الخندق، عزم نبينا محمد (ص) على طرد بنى قريظة بسبب نقضهم للعهد ، فعمل على محاصرتهم قرابة خمسة وعشرين يوماً ثم طلب من سعد بن معاز بأن يحكم بينه وبينهم، فأمر سعد بن معاذ بقتل رجالهم الذي بلغ عددهم إلى سبعمائة، إلا أنه سبى نسائهم وأطفالهم و قسمت ممتلكاتهم على المسلمين .

قصة يهود بني النضير ونقضهم للعهد

عندما هاجر رسولنا الكريم محمد (صلى الله عليه وسلم) من مكة إلى المدينة ، كان بالمدينة ثلاث قبائل من اليهود : بنو قينقاع ، وبنو النضير ، وبنو قريظة ، فدعاهم إلى الإسلام ، إلا أنهم رفضوا ، فكتب بينه وبينهم كتابا (عهداً للالتزام به) ، حتى انهم نقضوا العهد وحاربوه ، قال ابن القيم رحمه الله :

“وَحَارَبَهُ الثَّلَاثَةُ ، فَمَنَّ عَلَى بَنِي قَيْنُقَاعَ ، وَأَجْلَى بَنِي النَّضِيرِ ، وَقَتَلَ بَنِي قُرَيْظَةَ ، وَسَبَى ذُرِّيَّتَهُمْ ، وَنَزَلَتْ (سُورَةُ الْحَشْرِ) فِي بَنِي النَّضِيرِ ، وَ (سُورَةُ الْأَحْزَابِ) فِي بَنِي قُرَيْظَةَ “. “زاد المعاد” (3/ 59)

وعندما أتى نُعَيْمَ بْنَ مَسْعُودِ إلى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَإِنَّ قَوْمِي لَمْ يَعْلَمُوا بِإِسْلَامِي ، فَمُرْنِي بِمَا شِئْتَ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّمَا أَنْتَ فِينَا رَجُلٌ وَاحِدٌ فَخَذِّلْ عَنَّا إِنِ اسْتَطَعْتَ ، فَإِنَّ الْحَرْبَ خَدْعَةٌ) .

فخذل الله بينهم ، وبعث الله للريح في ليلة شديدة البرد وشاتية ، مما جعلهم يفكأوا قدورهم ويطرحوا أبنيتهم .

ونزل قول الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا) إلى قوله تعالى :

( وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا * وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا * وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا ) سورة الأحزاب / 9 – 27

وروى البخاري (4114) ومسلم (2724) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: (لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ ، أَعَزَّ جُنْدَهُ ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ ، وَغَلَبَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ ، فَلاَ شَيْءَ بَعْدَهُ)

وعندما عاد رسولنا الكريم مِنَ الخَنْدَقِ ، ووضع السلاح واغتسل ، اتاه سيدنا جبريل عليه السلام – كما رواه البخاري (4117) ، فَقَالَ: ” قَدْ وَضَعْتَ السِّلاَحَ؟ وَاللَّهِ مَا وَضَعْنَاهُ ، فَاخْرُجْ إِلَيْهِمْ قَالَ: فَإِلَى أَيْنَ؟ قَالَ: هَا هُنَا ، وَأَشَارَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ وحاصرهم بِكَتَائِبِ الْمُسْلِمِينَ لبِضْعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً ، وَقَذَفَ اللَّهُ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ، وَاشْتَدَّ عَلَيْهِمُ الْحِصَارُ ، حَتَّى نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ ، وَكَانُوا حُلَفَاءَهُ ، فَحَكَمَ فِيهِمْ بحكم الله : أَنْ تُقْتَلَ مُقَاتِلَتُهُمْ ، وَتُسْبَى ذَرَارِيُّهُمْ وَنِسَاؤُهُمْ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى