المزيد

قبيلة عليان: كيف ارتبطت بإمارة آل عائض والمملكة العربية السعودية؟

دعاء رحيل

قبيلة عليان هي إحدى القبائل العربية التي تسكن في جنوب المملكة العربية السعودية. تتميز هذه القبيلة بأصولها العريقة وتاريخها الحافل بالفتوحات والمجد.

أصول قبيلة عليان

لا يوجد اتفاق بين المؤرخين والأنسابين حول نسب قبيلة عليان، فهناك من ينسبها إلى خثعم، وهناك من ينسبها إلى الأزد. كما هناك من يرى أن اسم عليان هو لقب أو نسب قرني، أي من سكان قرى قرن بن عبدالله في السراة.

ومع ذلك، فإن أغلب أفراد قبيلة عليان يروون نسبهم إلى خثعم، وهم من بطون قحطان، وهذا ما يؤكده بعض الشعراء من قبيلة عليان، مثل الشاعر سالم بن حامد الشهراني، الذي قال في إحدى قصائده:

أَلاَ كلُّ مَنْ سَأَلَ عنْ نَسَبِى
فَإِجَابَتُهُ أَحْسَُّ نَفْسَى
أَخْبُرْهُ بأَصْلَى وَأُفْخَرُ بأَجْدَادى
وَأقُولُ لَهُ إِذَا سَأَلْتَ فإِسْمَعْ
أَحْفَادُ خُثْعُمْ نُحْفُّظُ حُسْنَ شَانَّهُ
وَإِذَا ضُرُّوْسُ الزَّمان تضارّت
فإذا بهم رجال لاتضارّ

تاريخها

قبيلة عليان لها تاريخ طويل ومشرف في الجاهلية والإسلام، فقد كانت من أوائل القبائل التي أسلمت ونصرت النبي محمد صلى الله عليه وسلم. كما شاركت في الفتوحات الإسلامية في بلاد الشام والعراق واليمن والمغرب.

وفي العصور الحديثة، كانت قبيلة عليان من المستقلين في إدارة شؤونها، ولم تخضع لأي سلطة خارجية حتى العهد السعودي. فقد تحصنت في جبال السراة ووادي تهامة، ودافعت عن أرضها بشجاعة ضد الغزاة من الأتراك والأشراف والأدارسة.

وفي عام 1269 هـ، ارتبطت قبيلة عليان بإمارة آل عائض في عسير، بعد أن استولى الأمير عائض بن مرعي المغيدي على بلادها. ولكن هذا الارتباط لم يدم طويلاً، فقد انفصلت قبيلة عليان عن آل عائض بعد موت الأمير عائض بسبب وباء اجتاح المنطقة.

وفي عام 1343 هـ، انضمت قبيلة عليان إلى المملكة العربية السعودية، بعد أن أقام الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود مجالس التوحيد في مكة المكرمة، وأقنع قادة القبائل بالولاء له. ومنذ ذلك الحين، تعاونت قبيلة عليان مع الحكومة السعودية في بناء وتطوير المملكة.

قبيلة عليان هي قبيلة فخورة بأصولها وتاريخها، ومخلصة لدينها ووطنها. تضم هذه القبيلة عدداً من الشخصيات المؤثرة في مجالات مختلفة، مثل السياسة والدين والثقافة والفن والرياضة. وتسعى هذه القبيلة إلى المحافظة على هويتها وتقاليدها، مع التفتح على التطورات والحضارات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى