حوارات و تقارير

رمضان في البلاد العربية: تقاليد تُنير القلوب وتجمع الشمل

“التجمع والبهجة”، هكذا يُعرف شهر رمضان الفضيل، الذي يُعيد توحيد الأسر والأقارب والأصدقاء في أجواء مفعمة بالسرور، تُنسي الصعاب وتُخفف من وطأة الحياة.

رمضان في البلاد العربية

يتميز هذا الشهر بخصوصيته وتقاليده الغنية في الوطن العربي، وخصوصًا في مصر، التي تُعرف بمقولة “رمضان في مصر غير”، حيث تُزين الشوارع بالفوانيس الملونة والزينة المتنوعة، ويُسمع صوت المسحراتي يُنادي في أرجاء البلاد.

في مصر، تُعد الفوانيس جزءًا لا يتجزأ من الاحتفال برمضان، وكذلك في السعودية حيث تُزين المنازل بمفارش تحمل الطابع الرمضاني الفريد، وتُستخدم أدوات تقديم مزخرفة بألوان رمضانية، مثل فناجين القهوة العربية والصحون الملونة. كما تُضاء أبواب المنازل بأضواء متعددة الألوان، وتُعلق الأقمشة المكتوب عليها “رمضان كريم”، وتُزين الأشجار بالأدعية والآيات القرآنية، في تقاليد راسخة لم تُمحى بمرور الزمن.

تتبع العديد من الدول العربية مصر في استقبال شهر رمضان بالزينة والإضاءات. ففي جازان، زُينت الطرق والميادين بالأهلة والفوانيس الرمضانية، مُضفيةً جمالًا يُعبر عن روحانية الشهر الكريم.

وأفادت الأمانة بأنه تم تركيب 1400 مجسم وفانوس مضيء، و3300 كشاف زينة، وتزيين 6000 عمود بالزينة المضيئة، بالإضافة إلى وضع 1600 لوحة في الشوارع تحمل عبارات التهنئة بالشهر الكريم.

وتُواصل الفِرَق الرقابية في مصر مراقبة الأنشطة التجارية خلال شهر رمضان لضمان تطبيق الإجراءات الوقائية والصحية والحفاظ على السلامة العامة.

في الإمارات، وتحديدًا في دبي، يستعد رجال الشرطة لإطلاق مدفع الإفطار يوميًا، وهو تقليد تراثي يحظى بمكانة خاصة طوال الشهر الفضيل. وتُقدم مدينة إكسبو دبي، التي استضافت المعرض العالمي، برنامجًا غنيًا بالفعاليات والأمسيات الرمضانية.

“حي رمضان” في إكسبو يوفر لزواره تجربة فريدة تعكس ثقافة الإمارات وتقاليدها الرمضانية، بالإضافة إلى الأنشطة الثقافية والتراثية والعروض العائلية وسوق الحرف اليدوية.

وفي سلطنة عمان، يُستقبل رمضان بطقوس مميزة تبدأ بترقب هلال رمضان والتسوق لشراء المؤن الرمضانية، والإفطار الجماعي في المساجد، وصلاة التراويح، وتلاوة القرآن، والاحتفال بالقرنقشوه والهبطات وعيد الفطر. ومع اقتراب الشهر، يتابع الناس الإعلان عن بدايته عبر وسائل الإعلام، وتُجري وزارة الأوقاف والشؤون الدينية متابعة دقيقة لرؤية الهلال.

وعند تأكيد رؤية الهلال، يجتمع الناس في المساجد لأداء الصلوات وتبادل التهاني بقدوم الشهر الكريم، ويزورون الأقارب لتهنئتهم قبل بداية رمضان، محافظين على صلة الرحم.

ومن العادات العمانية الخاصة برمضان الإفطار الجماعي في المساجد والتجمع حول مائدة الإفطار العائلية، حيث يجتمع الصغار والكبار في أجواء من الألفة والمحبة. ويُفطر الصائمون عادةً على التمر والماء واللبن، وهي عادة تُظهر الارتباط العميق بالنخلة، وهي تقليد يُورث عبر الأجيال.

وتُعد مشاركة الأطباق بين الجيران قبل الإفطار من العادات العمانية التي لا تزال قائمة، وتُعبر عن قيم التسامح والإخاء والمودة التي تُميز المجتمع العماني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى