المزيد

قاعدة العُديد القلعة الأمريكية في قلب الخليج

كتبت شيماء طه

تُعد قاعدة العديد الجوية في قطر أكبر قاعدة جوية أمريكية خارج الولايات المتحدة الأمريكية، وتمثل حضوراً عسكرياً بارزاً في منطقة الشرق الأوسط.

منذ تأسيسها، أصبحت القاعدة مركزاً استراتيجياً، حيث تستضيف القيادة المركزية الأمريكية وقيادة القوات الجوية الأمريكية في المنطقة.

كما تُستخدم القاعدة من قِبل القوات الجوية البريطانية والأسترالية، ما يجعلها مركزاً دولياً للتنسيق العسكري.

تم بناء قاعدة العديد في عام 1996 بتمويل قطري بلغ مليار دولار، كجزء من استراتيجية طويلة الأمد لتحقيق شراكة مع الولايات المتحدة في المجال العسكري.

بدأت الولايات المتحدة باستخدام القاعدة بشكل سري عام 2001 خلال الحـ ـرب على أفغانستان، وفي عام 2002 أُعلن رسمياً عن تواجد القوات الأمريكية هناك.

على مر السنين، تم تطوير القاعدة بشكل مستمر لتشمل منشآت متقدمة مثل مراكز القيادة المتطورة، ومخازن الأسلحة والوقود، وورشات الصيانة الخاصة بالأسلحة والطائرات، مما عزز من قدرتها على استضافة عدد كبير من الطائرات ووحدات الدعم.

بعد غزو العراق عام 2003، نقلت الولايات المتحدة مركز العمليات القتالية الجوية من قاعدة الأمير سلطان في السعودية إلى قاعدة العديد، التي كانت قد أُنشئت كمقر احتياطي قبلها بعام.

منذ ذلك الحين، أصبحت العديد قلب العمليات الأمريكية في المنطقة، وتتمتع القوات الأمريكية بحرية كاملة في استخدام القاعدة دون تكبد أي بدلات لدولة قطر، بل إن قطر تتحمل بعض التكاليف التشغيلية، مما يعكس أهمية العلاقات الاستراتيجية بين البلدين.

تمتاز القاعدة بكثافة الحركة الجوية حيث تُقلع طائرة كل عشر دقائق على مدار الساعة
لتنفيذ مهام فوق العراق وسوريا.

وتحتضن القاعدة أكثر من 120 طائرة متنوعة، منها القاذفات بعيدة المدى B1 وB52، وطائرات الاستطلاع والتموين الجوي، إضافة إلى وحدات الدعم والمخازن المليئة بالأسلحة والذخيرة. يبلغ عدد الجنود الأمريكيين في العديد حوالي 11 ألف عسكري، بينما يضم الجيش القطري كاملاً 11,800 فرد فقط، مما يوضح حجم الحضور العسكري الأمريكي في القاعدة.

في أوائل عام 2024، تم تمديد اتفاقية استخدام القاعدة بين البنتاجون وقطر لمدة عشر سنوات، مما يعزز استمرار الحضور الأمريكي في المنطقة ويؤكد أهمية قاعدة العديد في الاستراتيجية العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى