قبائل و عائلات

«وادي الحمام».. حرب الصوالحة والعليقات

أميرة جادو

كان للصوالحة والعليقات العديد من الخلافات حول تقسيم مصالح البلاد ونقل الحجاج، فاندلعت حرب بينهما، واشتبكوا خلال واقعة كبيرة في «وادي الحمام» قرب المدينة الطور.

هاجم الصوالحة العليقات ليلًا، فكانوا يهتفون بصوت عالي «ادْهك يا داهوك»؛ ليعرفوا بعضهم البعض في الظلام، فمن لم يرددها علموا أنه عدو وقتلوه، قالوا: ولم ينجُ من جيش العليقات في تلك الواقعة سوى أربعين رجلًا، فضعف حالهم وعجزوا عن حفظ مركزهم مع الصوالحة.

تحالف قبيلة حرب والعليقات

وفي غصون ذلك، هاجرت مجموعة من مُزَينة من «قبيلة حرب» بالحجاز، وأرادوا الاستقرار في سيناء، عندما كانوا هم والصوالحة من أصل واحد وطلبوا العيش معهم، فضرب الصوالحة عليهم جعلًا قدره «نصفان» من الدراهم على كل بنت يزوجونها من بناتهم.

فأبوا «قبيلة حرب» وحالفوا العليقات على أن يكون لكل قبيلة نصف منافع الجهة، باسثناء «منافع الدير» فتبقى للعليقات وحدهم، فقوي بذلك العليقات وعاد التوازن بينهم وبين الصوالحة كما كانت فهبوا لأخذ الثأر، قيل وقد ذهب واحد منهم بعد «واقعة الحمام» إلى مصر، فجلس على طريق سوق الخانكي ينادي:

عليقات يا عليقات يا أهل الرَّمَك والنجادة الطور غربي سربال ما عقَّب إلَّا النكادة

فقدم لهم حلفاؤهم النفيعات بنجدةٍ العون، فارسلوا لهم جيشًا كبيرًا، علاوة على أرسال الجواسيس لمراقبة حركات الصوالحة، وكان الصوالحة قد ذهبوا لزيارة الشيخ صالح في واديه، وتقديم الذبيحة المعتادة له، ولما لم يكن عند القبة حطبٌ كافٍ أتوا بالذبيحة إلى غابة الطرفاء التي إلى غرب الوَطية، فذبحوا ناقتهم وأكلوا وناموا، وانتظر العليقات حتى استغرقوا في النوم، ثم انقضوا عليهم كالنسور وقتلوهم شر قتلة، قيل وكان سر الليل عند العليقات «افعص يا فاعوص».

الصلح بي الصوالحة والعليقات

بعد هذه الواقعة، التقى كبراء الصوالحة والعليقات، في بيت عربي في مصر يدعى «الوُدَي»، وعقدوا صلحًا على أن يعود كل فريق منهم إلى الأملاك التي كانت له قبل الحرب من نخيل ومزارع.

والجدير بالذكر، اتفقوا على أن تعود منافع البلاد من خفر الدير (أي نقل الرهبان وأمتعتهم ونقل حجاج الدير)، ونقل حجاج مصر المسلمين الآتين بطريق الطور أو بطريق نخل على الإبل فتقسم بينهم بالسوية، حتى «الفَيْد» الذي يلفظه البحر إلى شطوط الجزيرة يقسم بينهم بالسوية، كما كان الحال بين الحماضة وبني واصل، ثم بين الصوالحة والنفيعات من قبلهم، ثم إنَّ لكل من الفريقين نسبة معلومة تقسم بها المنافع بين قبائله، سنأتي على ذكرها تفصيلًا في فصل خاص.

المصدر:

كتاب “تاريخ سيناء والعرب” للكاتب نعوم شقير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى