تاريخ ومزارات
أكبر ثاني مركز بعد الزقازيق لمحافظة الشرقية.. فاقوس مدينة التاريخ والحضارة
حاتم عبدالهادي السيد
فاقوس مدينة التاريخ والآثار والتراث والحضارة منذ عهد الفراعنة ؛ وهي أكبر ثاني مركز بعد ال.قازيق لمحافظة الشرقية ؛ ولقد جاء ذكر فاقوس في معجم البلدان للمؤلف: شهاب الدين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الرومي الحموي (المتوفى: 626هـ) الناشر: دار صادر، بيروت الطبعة: الثانية، 1995
. يقول : فاقوس اسم مدينة في حوض مصر الشرقي من مصر وتقترب من مشتول ثمانية عشر ميلا، ومن مشتول إلى سفط طرابية ثمانية عشر ميلا، ومنها إلى مدينة فاقوس ثمانية عشر ميلا ؛وهى في آخر ديار مصر القديمة . ..
كما ورد اسم فاقوس في كتاب البلدان لليعقوبي من مدن مصر في الحوف الشرقي ووردت في كتاب قدامه باسم فاقوس الغاضرة..
وفي كتاب أحسن التقاسيم للمقدسي فاقوس من مدن الحوف الشرقي وفي معجم البلدان فاقوس مدينة في حوف مصر الشرقي وهي في آخر ديار مصر من جهة الشام في الحوف الأقصى، ووردت في قوانين ابن مماتي وفي تحفة الإرشاد؛ وفي التحفة من أعمال الشرقية.
وقرية فاقوس الحالية وملحاقتها قد استجدت في العهد العثماني وقد أقيمت في وسط الأراضي الزراعية بالقرب من أطلال المدينة القديمة، وأما فاقوس البلد الحالية هذه فتقع في الجنوب الشرقي لمحطة فاقوس وعلى بعد 1500 متر منها، وكانت فاقوس من رى مركز العارين فلما أنشيء مركز فاقوس سنة 1881 جعلت فاقوس قاعدة له لوقوعها على محطة السكة الحديدية، وبسبب السياسة الحزبية أصدرت وزارة الداخلية قراراً في سنة 1931 بتقسيم ناحية فاقوس إلى ثلاث قرى إحداها وتعرف بفاقوس البلد؛ والثانية قسم أول فاقوس؛ والثالثة قسم ثاني فاقوس..
وبسبب هذا التقسيم أصبح ديوان المركز والمصالح الأميرية الأخرى واقعة كلها في ناحية قسم أول فاقوس..
تُعتبر مدينة فاقوس أو (أوسيم) – كما جاء اسمها قديمًا – إحدى مدن جمهورية مصر العربيّة، وهي تابعة لمحافظة الشرقيّة، إضافةً إلى أنها من أهمّ مدنها الاقتصاديّة والاستثماريّة لأنها منطقة غنيّة بالثّروات الطبيعيّة، وقد ورد ذكرها في التوراة -العهد القديم- بالتسمية الفرعونية جوشم، وسكنها العبرانيّون بعد أن أسموها فاجوس أو باغوزين وتعني (أرض النّماء)، وفيها جرت أحداث قصّة سيدنا يوسف وإخوته، أما في زمن الرومان فكانت تُسمّى تي أربيا، وتعود تسميتها الحاليّة فاقوس إلى فترة الفتوحات العربيّة الإسلاميّة، وقد ساد اعتقاد بأنّه قد جرت على أراضيها معركةٌ طاحنةٌ تحطّم فيها ألف قوس وهذا سبب تسميتها بالفاقوس- وهو اجتهاد لباحث محدث وليس معروف تاريخيًا – وقد اتّخذها نابليون مَعقلاً له بعد انتصاره على المماليك.
موقع المدينة ومساحتها :
يقع مركز مدينة فاقوس في شمال الدولة المصرية، ويحدّها من الجّهة الشّماليّة مركز الحسينيّة، ومن الجّهة الشرقيّة مُحافظة الإسماعيلية، ومن الجّهة الغربيّة مركز أبو كبير، أمّا من الجّهة الجنوبيّة فيحدّها مركز أبو حماد، وتبلغ مساحتها حوالي 485.3 كم². السُكّان ونشاطاتهم في المدينة بحسب إحصائيّة تعود لعام ألفين واثني عشر للميلاد، فإنّ عدد السكان في فاقوس بلغ حوالي 470.340 نسمة، يتوزعون على اثنتي عشرة وحدة محليّة، وستمائة وثمانية وثمانين كفراً وعزبة،و48 قرية؛ ومن القُرى التّابعة لها: السّلاطنة، والسّماعنة، وكفر الشّاويش، ومنشيّة عبدون، وكفر محمد إسماعيل؛ وغيرها.
يعمل سكّان المدينة في مجال الاستثمارات الصّناعيّة كصناعة الزّيوت، ومواد البناء، والصّناعات النّسيجيّة والغذائيّة، إضافةً إلى صناعة الأثاث الخشبيّ، وأيضاً فإنّ الكثير من سكّان المدينة يستصلحون الأراضي البور لزراعتها، كما يعملون في مزارع خاصّة تُعنى بتربية الدواجن.
أهمّ المواقع الأثريّة في فاقوس:
تل الضبعة (الختاعنة): هو عبارة عن أطلال لمعبدٍ يعود إلى عام 2134 قبل الميلاد- كما جاء بالموسوعة الحرة ويكبيديا – كما عُثر فيه على مجموعةٍ من التماثيل والأعمدة المنحوتة من حجر الغرانيت، وعددها يفوق ثمانية آلاف قطعة ؛ وقرية قنتير: كانت مقرّ حكم الملك الفرعونيّ رمسيس الثاني، وفيها بنى قصره، كما عُثِر فيها على العديد من الآثار، وألواح من القيشاني ذات اللون الأزرق منقوشة باللغة الهيروغليفية (الفرعونية القديمة) ومدون عليها ألقاب الملك رمسيس الثاني. عزبة رشدي وحلمي بالديدامون، وتل ابراهيم عوض: كلها مواقع تزخر بالقطع الأثرية التي تعود إلى عصر الأسر الفرعونية.
أهمّ أعلام ورجالات فاقوس:
يتميّز أبناء مدينة فاقوس بوطنيّتهم وشجاعتهم، ومن أهم ومن مشايحهم القدامى الشيخ عبدالقادر راغب الطحاوي ؛ ومن أعلامهم: محمد علي المستي، وسليمان بيك، مصطفى خليل، وأحمد سمير أمين، والطيار إسماعيل إمام الذي خاض حرب تشرين التحريريّة، وأسقط للعدو الإسرائيلي ثماني طائرات حربية.