تاريخ ومزارات
أبرزها “الأسرة”.. كيف تطورت صناعة الأثاث في مصر القديمة؟
أسماء صبحي
كان المنزل المصري القديم يضم أثاثاً امتاز في جميع العصور ببساطته وملاءمته للغرض الذي صنع من أجله، وفي حقيقة الأمر إنه ضاع ما كانت تحتويه البيوت والقصور من أثاث إلا من بعض النماذج الذي أبقى عليها الزمن، وأيضاً ما صور على جدران المقابر من قطع أثاث.
وكانت المنازل في مصر القديمة تزود بأثاث كاف من أسرة ومساند رأس ووسائد وكراسي، وغالبًا ما كان هذا الأثاث دقيق الصناعة مزخرفا بمختلف الزخارف وخاصةً في عصر الدولة الحديثة، بل وابتداءً من أواخر عهد الدولة الوسطى، كان الأثاث يطعم بالأصداف والأخشاب الثمينة وبعض الأحجار الكريمة وشبه الكريمة والعاج والآبنوس.
صناعة الكراسي
أما الكراسي فكانت تنحت في البدء من الحجر على شكل قطع مكعبة، ثم صارت تصنع قواعدها من الخشب ومقاعدها من حجر الصوان الأملس المستوي، ثم صارت مقعرة فيما بعد.
وكانوا يضعون على المقعد حشية وثيرة من جلد أو قماش، ثم أضيف إلى الكرسي مع مرور الزمن مسند للظهر وذراعان، وكانت الكراسي مخصصة لذوي الشأن وتوضع أمامها مساند للأرجل من الخشب تنحت عليها صور الأعداء أو ترسم، وهو تقليد يرمز إلى أن الملك يدوس أعداءه.
الأسرّة
يعد السرير من أهم قطع الأثاث المنزلي، ومن أشهر الأسره سرير الملكه حتب حرس، وكان سريرها يميل نحو القدمين ومزود بمتكأ للرأس مصنوع من الخشب.
وكان السرير خلال عصر الأسرة الثامنة عشر مرتفعاً عند الرأس ومنخفضا عند القدمين، وله مسند محفور من الخشب يمنع انزلاق النائم، وهناك سرير آخر ثبت قوائمه بخطاطيف من البرونز يمكن فكها وطيها لتصبح صالحة للنقل والرحلات، وكان يتكون من ثلاثة أقسام مثبت بعضها إلى بعض بنظام فني مبتكر من مفاصل نحاسية، إذ يطوى القسم الأوسط إلى الداخل فوق القسم الأول، في حين يطوى القسم الثالث إلى الخارج من فوق الأوسط
مساند الرأس.
وكان الرجال والنساء على حد سواء يستخدمون مساند الرأس التي كانت تدفن معهم بعد موتهم لترفع رؤوسهم في الآخرة كما كانت ترفعها في الدنيا، وتشير الأدلة الأثرية إلى أن بداية استخدام مساند الرأس في مصر القديمة يرجع إلى عصر الأسرة الثالثة، واستمر استخدامه حتى العصور المتأخرة.
والشكل التقليدي لمسند الرأس لم يتغير علي مدي العصور، فهو يتكون من قاعدة مسطحة مستطيلة، وكان الغرض منها تحقيق نوع من الثبات للمسند، ومما يشدد على أهمية مساند الرأس أنه حتى في أشد القبور فقرًا بمنطقة الجيزة كانت توضع أسفل رأس المتوفى مساند من الطوب أو الحجر غير المصقول، وكان من المعتقد آنذاك أنه يمكن للتمائم التي تأخذ شكل مسند الرأس أن تحل محل المسند نفسه.
الصناديق
كانت بعض الصناديق التي وصلتنا من أثاث الملك توت عنخ آمون دون زخرف، وبعضها فاخر مذهب أو مطعم بأبنوس وعاج، كما زينت بعضها بالنقوش والرسوم المختلفة التي تمثل مناظر الصيد والحروب، أو صورة الملكة وهي تهدي إلى زوجها الشاب باقات من الزهر.