المزيد
الملك إنتف الثاني
يمكن تلخيص الحالة في مصر في بداية الدولة الوسطي بان السيادة فيها كانت منقسمة الي مملكتين : «شمالية» يحكمها بيت اهناسيا ؛ و« جنوبية» يحكمها بيت طيبة ؛ بينما كان هناك بعض الامراء الذين يحكمون بعض الاقاليم داخل نطاق كل مملكة وعندما احسوا بضعف ملوك اهناسيا أعتبروا نفسهم مستقلين في اقاليمهم عن المملكة ومنهم أمراء بني حسن.
ويبدأ عصر الدولة الوسطي باستجماع طيبة لقوتها وإصرارها علي إعادة تجميع البلاد وتوحيدها من جديد ولذا بدأت بمهادنة البيت الأهناسي (بالشمال) ، ويبدأ عصر الدولة الوسطي بملوك الأسرة الحادية عشرة الذين إتخذوا طيبة عاصمة لهم وأقاموا معبدا لآمون رب طيبة واول ملوكها « منتوحتب الأول » ثم تبعه ثلاثة من الملوك تسموا « إنتف » .
كلامنا هيكون عن الملك « إنتف الثاني » الذي يعتبر ثالث ملوك الأسرة الحادية عشرة .
يعتبر انتف الثاني من الحكام المتميزين بالدراية وحسن الإدارة والنشاط .
لقب انتف الثاني ب « حور-واح عنخ » والذي يعني حور مثبت في الحياة ، ومع الأسف أننا نجد اسمه الحوري قد تهشم بفعل الزمن في قائمة الملوك بالكرنك .
تولي إنتف الثاني الحكم بعد والده وكانت الأقاليم الخمسة الجنوبية من مصر خاضعة لحكمه .
استمر حكم انتف الثاني نحو ٥٠ عاما حاول خلالهم أن يتوسع شمالا ولكن البيت الأهناسي استطاع أن يحد من جهوده الخاصة وقيل أن أمراء أسيوط قد اشتركوا في ما نشب من حروب بين الفريقين وذلك ما نستدل عليه من نقوش امير اسيوط ” خيتي ” الذي افتخر فى مقبرته بانه جمع الجنود واعدي فرق الرماة واشاد بالاسطول ومع هذا لا نجد في العبارات المنقوشة بالمقبرة مما يدل على حرب صريحة بين خيتي والطيبين ؛ ويبدو أن طموح طيبة في التوسع شمالا ظلت قائمة وتوالت محاولاتها في ذلك الصدد
حيث قام صراع بين الملك إنتف الثاني وبين البيت الأهناسي بقيادة « واح كا رع » وهناك لوح حجري في « ثني » ( وتسمي الآن طينة بالقرب من جرجا في محافظة سوهاج في صعيد مصر ) تؤكد سيطرته علي ذلك الإقليم وهي لوحة الموظف العظيم «ثثي» الذي عاصر هذا الملك وعاصر خليفته، وهي أهم أثر وصل إلينا من عهده ؛ ونجد ايضا ان ” نتف إيب” أعقب والده ” خيتي” في أمارة أسيوط، ونجد نقش فى مقبرته ما يدل على حروبه مع الطيبين بالقرب من أبيدوس ؛ وقد ادعي ان زعيم طيبة وقع في النيل وتفرقت سفنه ولكن مصادر اخرى تدل على ان طيبة قد انتصرت في تلك الحرب واستولت على الاقليم السادس وبذلك وسعت رقعتها في الشمال.
« من أهم آثار انتف الثاني »
قام انتف الثاني ببعض المباني ومعابد الآلهة ورمم بعض الهياكل المتداعية .
بني انتف لنفسه قبرا كان يعلوه هرم من طوب اللبن.
وقد عثر علي لوحة بها نقش هام ولكن لم يصل إلينا منها إلا الجزء الأسفل من نقوشها، وقد عثر عليها مريت عام ١٨٦٠، ولكنه تركها في مكانها؛ مما زاد الطين بلة أن الأهالي قد هشموها في مكانها، وفي عام ١٨٨٢ راجعها ثانية مسبرو وأخيرًا جمع ما تبقى منها ؛و تُقسم اللوحة الي قسمين: جزء سياسي، والآخر ديني؛ ففي الجزء السياسي يقول انتف الثاني كيف سقطت طينة في يده ؛ والديني وهو يبجل الآلهة وايضا أمامه خمسة من كلابه وهي الآن بالمتحف المصري .
يظهر لنا أن انتف قد أقام عدَّة لوحات مستطيلة الشكل في ردهة قبره، وقد عثرنا على واحدة منها عليها صورة هذا الملك يقدم آنية الجعة وإبريق اللبن للإله «رع» ملتمسًا منه الحماية بالليل، وإلى «حتحور» منشدًا لها المدائح ؛وكان يسمى في هذه اللوحة «حور واح عنخ» المبجل عند «أوزير» ابن الشمس «أنتف» الكبير مبتدع الجمال.