تاريخ ومزارات

صحراء المماليك.. أحد أهم الجبانات الأثرية القديمة في مصر (صور)

أسماء صبحي
 
صحراء المماليك، أو قرافة المماليك، أو مقابر المماليك، أو مقابر الخلفاء، أو صحراء قايتباي، أو القرافة الشرقية، كلها أسماء للمنطقة الممتدة من قلعة الجبل إلى العباسية والتي تقع شرق القاهرة بالقرب من جبل المقطم.
 
كانت هذه المنطقة في الأصل ميداناً لتدريب المماليك، وأطلق عليه اسم ميدان القبق أو ميدان العيد، وكان عبارة عن ميدان واسع في وسطه برج عليه كرة، حيث يلف الشخص على حصانه بسرعة ويضرب الكرة.
 

جبانات أثرية

وصحراء المماليك تلك واحدة من أهم الجبانات الأثرية القديمة والتي نشأت في عصر المماليك الشراكسة مع نهاية القرن الثامن الهجري، حيث بدأ سلاطين المماليك وأمراؤهم في إنشاء المساجد والخوانق بهذه المنطقة وألحقوا بها مدافن لهم لكي تصبح شاهدة على روعة فن العمارة في العصر المملوكي، وما لبث أن انتهى القرن التاسع الهجري إلا وكان بها مجموعة من العمائر الدينية والقباب والتى لم تجتمع في مكان واحد مثل ما اجتمعت هناك.
 
وأكثر من عني بالإنشاء بها من سلاطين المماليك الشراكسة السلطان الملك الأشرف أبو النصر قايتباي، حيث بنى فيها قصراً ومدرسة ومسجدًا، لذلك فإنها تعرف في المصادر بترب قايتباي، وتوالت من بعده أعمال باقي السلاطين.
 

آثار المنطقة

وينتشر فوق هذه الجبانة أكثر من 20 قبة دفن، ومنها 9 قباب ملحقة بالمساجد، ومن بينها 5 قباب لدفن السلاطين، ومن أشهر السلاطين الذين دفنوا فيهم: السلطان قايتباي، والسلطان برقوق، ويقدر عمر آثار تلك المنطقة التاريخية بأكثر من 500 عام، ويوجد أكثر من 30 أثرًا مسجلا بها .
 
ومن أبرز المعالم المشيدة في تلك المنطقة: مسجد وخانقاه فرج برقوق، ومسجد وخانقاه السلطان الأشرف بارسباي، ومسجد السلطان قايتباي وملحقاته (سبيل قايتباي، مقعد قايتباي، حوض السلطان قايتباي )، وربع قايتباي، وقبة جاني بك الأشرفي، وقبة قرقماس، وقبة الوزير شاهين، وقبة خديجة أم الأشرف، مجمع السلطان الأشرف إينال، وخانقاه الأميرة طولية، خانقاه يونس الدوادار، وتكية أحمد أبو سيف والتي تعتبر أشهر تكية للصوفيين في القرون الماضية.
 
والأشهر على الإطلاق من بين هذه المعالم هو مسجد وخانقاه فرج برقوق، والذي يعتبر من أكبر المجموعات المعمارية التي أنشأت لأغراض مختلفة، فهى تجمع بين مسجد لإقامة الشعائر الإسلامية وخانقاه لإقامة الصوفية ومدرسة لتلقي علوم الدين وحفظ القرآن، ومدافن للسلطان الظاهر برقوق وأفراد أسرته وسبيلين للشرب، وقد أنشأ هذه المجموعة السلطان الملك الناصر فرج بن برقوق عام 1411م.
 

مدرسة السلطان قايتباي

كما تضم أيضًا مدرسة السلطان الأشرف قايتباي، والتي تعد من أجمل وأبدع المجموعات المعمارية في مصر الإسلامية، وذلك بسبب جمال وتنسيق المجموعة مع بعضها، وهي تتكون من مدرسة ومسجد وسبيل وكتاب وضريح ومئذنة أنشأها السلطان الأشرف قايتباي عام 1474 – 1472م.
 
وتخطيط المدرسة مكون من صحن مربع يعلوه شخشيخة تحيطه أربعة إيوانات أكبرها إيوان القبلة الذى يطل على الصحن بواسطة عقد مدبب على هيئة حدوة حصان وإلى جانبي الصحن يوجد إيوانان صغيران.
 
وأيضًا خانقاه الأشرق بارسباي والتي أنشأها السلطان الأشرف بارسباي عام 1432م، وتشمل على مجموعة عبارة عن خانقاه لإقامة الصوفية وفناء كبير به قبور وبقايا قبة، وقبة كاملة لأخيه الأمير يشبك وبعض العلماء ومصلى لإقامة الشعائر.
 
وهذه المنطقة لم يطلق عليها اسم (قرافة المماليك)، إلا في أواخر العصر العثماني، عندما امتد إليها عمران الجبانات، وأحاطت بها تماما، وتعتبر من أكثر مناطق القاهرة الإسلامية روعة، حيث أنها تنفرد بسحر خاص ممزوج برائحة وعبق تاريخنا العريق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى