أحمد كمال ابراهيم
تعني كلمة الزولو “العائلة”، أي تشمل جميع الأشخاص الذين يقيمون في منزل واحد، ويكونون مرتبطين ببعضهم البعض، إما بالدم أو الزواج أو التبني.
وتتألف معظم أسر قبائل الزولو الريفية من عائلات ممتدة، وإخوان مع زوجاتهم، وأخوات غير متزوجات، وأطفال وأولياء أمور وأجداد، وجميعهم يقيمون معاً في نفس المنزل . وكدليل على الاحترام لا يتم استدعاء الآباء والشيوخ بأسمائهم الأولى، ولكن بدلاً من ذلك يتم استخدام الألقاب..
ويلبس ” الزولو ” الملابس الملونة المتداخلة جداً ؛ كما يزينون رءوسهم بالريش والفراء، ويرتدي الرجال جلد الماعز على أذرعهم وساقيهم، بينما النساء ترتدين غطاء أسوداً تقليدياً مصنوعاً من جلد الماعز أو جلد البقر، وإذا لم تكن المرأة متزوجة فإنها قد ترتدي سلاسلاسلاً من الخرز لتغطية الجزء العلوي من الجسم، أما إذا كانت متزوجة فإنها ترتدي قميصا ً ليميزها عن المرأة غير المتزوجة .
ومساكن الزولو تشيد بأسلوب بسيط، لأن من عاداتهم أنهم كثيرة الترحال، وأكواخهم دائرية ولسقوفها شكل القبة، وهي مجردة من النوافذ وبابها عبارة عن فجوة صغيرة عرضها حوالي ستون سنتيمترا وارتفاعها حوالي خمسة وسبعون سنتيمترا، وليس في الكوخ إلا غرفة واحدة، ويقوم الرجال ببناء الهيكل الخشبي من الأغصان الطرية اللينة وبعدئذ تتولى النساء إكمال بناء الكوخ بتسقيفه بعناية بالأعشاب والقش حتى لا ينفذ منه المطر..
وتعتبر حياة الزولو حياة ريفية فهم يعتمدون على الزراعة في معيشتهم ؛ ويربون الماشية خاصة البقر؛ ويقوم بعمل بعض منتجات الألبان على الماشية والزراعة، وبالتالي فإن النظام الغذائي الرئيس يتكون من البقر والمنتجات الزراعية، كما يتناولون الخضراوات والفواكه.
ويعتبر تناول الطعام والشراب من نفس الإناء علامة على الصداقة، ومن المعتاد أن يقوم الأطفال بتناول الطعام من نفس الإناء، والذي عادة ما يكون حوضاً كبيراً، مما يعطيهم درساً عن “المشاركة”، وهو الاعتقاد السائد الذي يعتبر جزءاً من الفلسفة الإنسانية لديهم.
و هذه القبائل الغريبة الطبائع مغرمون بالغناء والرقص؛ خاصة في المناسبات الإجتماعية مثل: احتفالات الولادات وحفلات الزفاف والجنازات.
ويتنوع فولكلور قبائل الزولو فيما بين رواية القصص وقصائد المديح والأمثال، وتعليم الدروس الأخلاقية، وأصبحت قصائد الثناء التي تدور حول الملوك والمتفوقين في الحياة جزءاً من الثقافة الشعبية.
ويعتقد الزولو في وجود كائن أعلى، ويعتقدون أيضاً في الحياة الطويلة، إذ إنهم يؤمنون في الحياة بعد الموت “.
كما تشتهر قبائل الزولو بصنع الفخار، وتعمل النساء والأطفال على نسج الحصير للاستخدام اليومي، كما يصنعون السلال للأغراض المنزلية، بينما الرجال والأولاد فيقومون بنحت أشياء منزلية مختلفة، وزخارف من الخشب والعظام، وتشمل هذه الأشياء المساند والصواني والكاشطات والأواني المنزلية والكراسي، أما عن صناعة الخرز فهي أساساً عمل نسائي؛ لأن الخرزات هي طريقة لإرسال الرسائل دون أن تكون مباشرة.
وبحسب ديانة الزولو؛ فإنهم يدينون بتوحيد الخالق؛ فهناك ” الإله الخالق ” الذى لقد خلق كل شيء من الأرض والماء إلى الإنسان والحيوانات. ويعتبر ” أونكلو ناكولو ” هو الأب الروحى الطيب لجميع شعوب الزولو؛ وهو الرجل الأول لجميع الزولو؛ حيث قام بتعليمهم كل ممارسات الحياة كما يعتقدون . إنها حياة غريبة: سحر، ومعتقدات روحية، إلا أنهم يتمتعون بكرم الضيافة، وبحب الناس فهم شعوب طيبة في جميع الأحوال .