المرأة البدوية.. دورها ومكانتها بين الماضي والحاضر
أميرة جادو
المرأة البدوية، من الممتع والجميل جدًا أن نتحدث عنها، لأنها تتميز عن غيرها من النساء بمزايا كثيرة، لأن طبيعة الصحراء أضافت إليها ميزات كثيرة، فاكتسبت من الصحراء اتساعها وصفائها، ومن الخيل شموخها وعزها ومن الجمال صبرها وقوة احتمالها.
ويشير مصطلح “البدو” إلى سكان الصحراء، حيث يغلب على حياتهم التنقل من مكان لآخر بحثاً عن الماء والعشب، فيتنقلون في قوافل جماعية أو فردية، تغنى الشعراء على مر العصور بالمرأة، فهذا الشاعر ذكرها في لحظات أنسه وصفائه، فقال:
إني ذكرتـك بالزهـراء مشتاقـاً
والأفق طلق ووجه الأرض قد راقا
وفي لحظات القتال وهو يواجه الموت، قال عنها:
لقد ذكرتك والرماح نواهل مني
وبيض الهند تقطر من دمي
المرأة في المعارك
تقف المرأة خلف المقاتلين بالأعمدة، يضربن بها الرجال الذين هزِموا في المعركة، ويذكر التاريخ العديد من الأمثلة على المواقف الشجاعة للمرأة العربية المسلمة، مثل معركة اليرموك، ومشاركة خولة بنت الأزور وهند زوجة أبي سفيان رضي الله عنهم في القتال، وهم يقفن خلف الصفوف يقرعن بالأعمدة رؤوس الأعداء.
وتستمر المرأة البدوية في السير على هذا المنوال واتباع نفس النهج فهي عاملة وشريكة للرجل في أكثر أعماله وحياتها في معظمها كحياة الرجل، حيث انها اكتسبت القوة والصلابة من شظف العيش وخشونة الحياة والصراع مع طبيعة الصحراء، وهذا ما يجعلها تقف دوماً إلي جانب الرجل، فهي تربي الأطفال وتعتني بالأسرة وتجمع الحطب من مسافات بعيدة
حياة المرأة البدوية
المرأة البدوية تصنع خبزها بيديها، وتقوم بهذا العمل بشكل يومي، كما تنسج وتجهز البيت من الصوف والوبر والشعر، فتصنع منه العدول والبسط والحرج وأجزاء من بيت الشعر وتستغرق عملية الغزل والنسج شهور الصيف كلها، ويساعد نساء الحي بعضهن في هذا العمل فتنسج كل واحدة منهن يوماً عند صاحبتها.
خلال موسم الحليب، تحلب المرأة الغنم وتلف رؤوس الماشية مع بعضها بحبل يسمى “الربق”، وتغلي الحليب على النار وتخثره وتصنع منه الزبدة بعد عملية الخض التي تستغرق نحو الساعتين وتستخرج السمن أيضاً.
وتغير المرأة وجه البيت في ليالي الشتاء الباردة المتقلبة الرياح، وربما تقوم بهذا العمل أكثر من مرة في الليلة الواحدة، فتدير الرواق من الجهة الغربية إلى الجهة الشرقية، وترعى البدوية الإبل إذا لم يكن لها رجل يكفيها هذا العمل الذي هو من مهمة الرجل أساساً.
زواج المرأة البدوية
يحق للمرأة البدوية الزواج من ابن عمها حتى لو كان متزوجاً، وربما يلجأ ابن العم إلى (الجيرة)، أما هي ليس لها الحق بالاقتران بأي شخص آخر غيره، وليس للمرأة البدوية حق في الاعتراض على خاطبها إلا ما ندر.
والمرأة البدوية عفيفة شريفة مرهفة الإحساس، والحياء عندها فطري اكتسبته من بيئة الصحراء الصافية النقية، وغالباً ما تكون نحيلة الجسم ممشوقة القامة في صوتها نعومة ورقة، فإذا تحدثت مع أختها أو صديقتها حدثتها بصوت منخفض.
زينة المرأة البدوية
تنقع البدوية القرنفل والمحلب وتتعطر بمائهما، وعندها من أدوات الزينة المرآة والمكحلة، وتزين المرأة وجهها ومعصمها بالوشم وتضع الأقراط أو الحلق في أذنيها وتزين جيدها بالقلائد والعقود من الخرز وتخرم أنفها وتضع فيه (الزميم)، وتزين ساقيها بالحجول أو الخلخال.