فلج القبائل في صحار العمانية: 200 عام من الحياة والجمال الطبيعي
يعتبر فلج القبائل في قرية فلج القبائل بولاية صحار. الواقعة في محافظة شمال الباطنة. مثالاً فريداً للهندسة المعمارية التقليدية والري الزراعي الذي ينبض بالحياة منذ أكثر من 200 عام. كما يعتمد الإنسان في المنطقة على هذا الفلج العتيق الذي يقدم له الماء الوافر طوال السنوات الماضية. ويستفيد منه الجميع في سقي الأراضي الزراعية والحفاظ على الخضرة والجمال الطبيعي للأراضي.
تاريخ فلج القبائل
وفي هذا الصدد نوه الرشيد هلال بن محمد بن ماجد الجابري، وكيل الفلج، هذا الفلج يعد من الأفلاج الداوودية، ويستمد مياهه من منبعين رئيسيين، أهمهما عين الفلج أو “أم الفلج”. تنبع المياه من هذا المصدر العميق، الذي يصل عمقه إلى 26 مترًا تحت الأرض، ليتدفق الماء من المنبع بشكل طبيعي ومتناغم مع الطقس والموقع الجغرافي بين الجبال. هذا التناغم هو سر استمرار تدفق المياه في الفلج طوال هذا الزمن.
كما يمتد فلج القبائل على مسافة 6 كيلومترات، حيث تصل المياه إلى المزارع في المنطقة لتروي مجموعة متنوعة من المحاصيل الزراعية مثل النخيل، المانجو، والليمون، إضافة إلى المحاصيل الموسمية التي تشتهر بها المنطقة. وتساهم المياه العذبة للفلج في الحفاظ على خصوبة التربة وتحسين جودة المنتجات الزراعية التي تنتجها هذه الأراضي.
أهمية فلج القبائل
ومع تقدم الزمن، لا يزال الفلج يحظى بالاهتمام الكبير من قبل المؤسسات الحكومية والأهلية. حيث يتم تخصيص جهود مستمرة لصيانته وتعميق قنواته لضمان تدفق المياه بشكل مستمر. فالمياه التي يوفرها فلج القبائل هي مصدر أساسي للشرب ولري الأراضي الزراعية. مما يجعل هذا الفلج عنصرًا حيويًا في حياة الأهالي.
وفي ضوء هذه الجهود والعناية المستمرة بالفلج، يرى العديد من المهتمين بالشأن السياحي. يعد موقعًا مثاليًا ليصبح معلمًا سياحيًا جاذبًا. فموقع الفلج، مياهها العذبة، والمزارع الخضراء التي يرويها تجعل منه مكانًا يستحق الاستكشاف. ويدعو وكيل الفلج الجهات المعنية إلى تطوير المنطقة سياحيًا. بما يعزز من مكانته كموقع سياحي يرتاده الزوار من جميع أنحاء سلطنة عمان ومن خارجها. مما يساهم في دعم السياحة الداخلية التي تعد أحد مقومات الطبيعة الخلابة في عمان.