تعرف على أشهر أكلات عيد الأضحى في الدول العربية

أميرة جادو
يعد عيد الأضحى، أو كما يطلق عليه البعض “العيد الكبير”، مناسبة دينية واجتماعية تتداخل فيها الأجواء الروحانية مع التقاليد الثقافية والعادات الشعبية المتوارثة عبر الأجيال،وتعتبر أطباق اللحوم الركيزة الأساسية في تقاليد الاحتفال بهذه المناسبة، إذ تنفرد كل دولة عربية بطبق مميز يقدم خلال أيام العيد، وفيما يلي نستعرض أبرز هذه العادات في عدد من الدول العربية أثناء موسم الأضاحي.
وفي هذا الإطار، أوضحت المرشدة التربوية وأستاذة التاريخ الإسلامي لينا حمدان، أن المسلمين يتشابهون في كثير من العادات المرتبطة بعيد الأضحى، إلا أن هناك تقاليد موروثة تميز كل مجتمع عربي عن الآخر.
مظاهر الاحتفال بالعيد
وأشارت “حمدان”، إلى إن السوريين والأردنيين واللبنانيين، وكذلك بعض شعوب الخليج، اعتادوا الاحتفال بالعيد عبر التجمعات العائلية، وتبادل الزيارات، وتقديم أطباق الطعام والحلويات.
كما تنتشر مظاهر البهجة في الشوارع وساحات الصلاة الجماعية، تعبيراً عن الفرح ومشاركة هذه المناسبة مع الآخرين.
وتضيف أن الاحتفالات الحالية ترتكز على ممارسات إسلامية تعود إلى قرون مضت، حيث كانت “العيدية” وتوزيع الحلوى وطهي أشهى الأطباق من أبرز سمات العيد لدى المسلمين على مر العصور.
أطباق رئيسية بنكهة مختلفة
تسلط حمدان الضوء على مجموعة من الأطباق العربية التي تزين الموائد خلال عيد الأضحى، والتي تختلف من دولة إلى أخرى، من أبرزها: مقلوبة اللحم بنكهاتها الشرقية، فتة اللحم السريعة وسهلة التحضير، والمندي الذي يتميز بتنوع توابله ونكهاته التي ترضي مختلف الأذواق.
الفتة في مصر
ومن الطقوس البارزة في مصر ذبح الأضاحي في الشوارع وعلى مرأى من الجميع، حيث يقوم كل منزل بذبح أضحيته أمام بيته، في مشهد مهيب تصاحبه التكبيرات التي تمسّ القلوب وتبعث السرور في النفوس.
أما “الفتة” فهي طبق لا يغيب عن الموائد، وتتكون من اللحم المطهو مع الأرز والمرق، وتخلط بفتات الخبز، وتقدم مع الخل والثوم، ويعتقد أن أصل هذا الطبق يعود إلى العصر الفرعوني، إذ كان يحضر في المناسبات والاحتفالات الكبرى.
كما يعتبر”الرقاق” من الأكلات التقليدية التي تحتل مكانة مميزة، وكان يحضر في العهد العثماني من الدقيق والملح والماء، ثم طوره المصريون بإضافة الحشوات المختلفة كاللحم والجبن.
وتفضل بعض الأسر تناول “الكبدة الإسكندراني” كوجبة إفطار في أول أيام العيد، وتعتبر من الأطباق الشهيرة التي تميّز هذه المناسبة.
الشاكرية في سوريا
تعد الشاكرية مع الأرز أبرز أطباق عيد الأضحى في سوريا، لا سيما مع حلول العيد في فصل الصيف، حيث يعد اللبن من المكونات الأكثر تداولاً في هذه الفترة.
يقال إن اسم الطبق جاء من أم أعدّته لابنها “شاكر”، الذي أعجب به بشدة، فصار يطلبه مراراً، ما دفع والدته لتسميته “شاكرية”.
ويتكون هذا الطبق من اللحم المطهو مع اللبن والنشاء والتوابل، ويقدم إلى جانب الأرز أو البرغل.
ويضاف إلى ذلك طبق “التسقية” أو “الفتة السورية”، الذي يعتبر من الأطباق التي لا تغيب عن مائدة صباح العيد.
التبولة في لبنان
تتنوع الأطباق اللبنانية بين الأرز واللحم وطبق الملوخية في عيد الأضحى، حيث تجتمع العائلات، وتسعى ربة المنزل إلى تقديم طبق غني ومميز.
وتحظى “التبولة” بأهمية خاصة، إذ تعتبر من السلطات الأساسية التي تزين الموائد في هذه المناسبة.
المنسف في الأردن
يعتبر “المنسف” الطبق الأبرز على المائدة الأردنية في عيد الأضحى، لما يتمتع به من قيمة غذائية عالية ومكانة رمزية.
كما تعد “المقلوبة”، المكونة من الأرز واللحم مع الخضار، من الأطباق التقليدية التي تقدم خلال هذه المناسبة.
وإلى ذلك، تعتبر “العيدية” من العادات المتجذّرة، حيث تمنح للأطفال والنساء تعبيراً عن المودة، وبغية إدخال الفرحة إلى قلوبهم.
السمك المسكوف في العراق
لا تخلو الموائد العراقية من أطباق اللحم والأرز، وتبرز بينها “الدولمة”، التي تتكون من محاشي مختلفة مطعمة بالتوابل الغنية.
كما يعتبر “السمك المسكوف” من الأطباق الأساسية التي تقدم في المناسبات، ومنها عيد الأضحى.
البولفاف في االمغرب
في المغرب، يعتبر “البولفاف” من الأطباق الأساسية في عيد الأضحى، ويتم تحضيره من كبد الضأن المشوي والمتبل، ثم يلف بدهون الضأن ويُعاد شويه.
وتبرز أيضاً أكلة “العصبان”، التي تشتهر في مختلف دول المغرب العربي، وهي عبارة عن أمعاء محشوة بحشوات متعددة تختلف بحسب كل بلد، وتتراوح مكوناتها بين البطاطس والباذنجان ولحم الرأس والقديد والكسكسي.
أكلات دول الخليج
تعتبر “الكبسة”، وهي خليط من الأرز واللحم مع البهارات، من أكثر الأطباق شهرة في الخليج العربي خلال عيد الأضحى.
كما تحضر بعض الأسر أيضاً طبق “المقلاي”، وهو كبد وطحال مشوي.
أما في قطر، فتتصدر أطباق “الهريس”، و”المجبوس” بأنواعه، و”الثريد” الموائد العائلية، إذ تعد من الأكلات التقليدية المحببة لدى المواطنين وتقدم في المناسبات الكبرى.
ولا يغيب عن الموائد أيضاً طبق “البرياني”، الذي يتكون من الأرز المطهو بالبخار مع اللحم أو الدجاج، وتضاف إليه التوابل والأعشاب العطرية، ليضفي نكهة مميزة على مائدة العيد.



