التحية بالأنف.. حكاية أشهر طريقة للتحية في الخليج

أميرة جادو
تتميز دول الخليج العربي بعادة التحية الخاصة التي تختلف جذرياً عن العادات العالمية، ففي الوقت الذي يتشابه فيه معظم الشعوب في استخدام المصافحة أو التقبيل كتحية، تعتبر “التحية بالخشوم” سمة بارزة في شبه الجزيرة العربية.
التحية بالأنف في دول الخليج
التحية بالخشوم عبارة عن تقبيل الأنف من خلال ضرب الأنوف ببعضها البعض. وتتم هذه التحية بتبادل لمس الأنف بين شخصين مرة أو مرتين أو ثلاث مرات، حسب الشخص والمناسبة. في بعض الأحيان، قد يبدأ الشخص بوضع يده على الكتف الآخر قبل لمس الأنف، وهذه اللمسات تتم بسرعة ودون كلمات.
عند التفاعل مع شخص أكبر سنًا أو أعلى مكانة، تختلف الطريقة؛ حيث يبدأ الشخص الأصغر بتقبيل أنف الأكبر مرة واحدة فقط. وفي بعض العائلات، قد يتضمن التحية أيضًا تقبيل الرأس عندما يكون الشخص الأكبر سنًا هو الأب أو أحد أفراد العائلة.
في المجالس، يبدأ الضيف بالسلام على صاحب المكان أو رب الأسرة أولاً، قبل أن ينتقل للآخرين الموجودين. كما أن تقبيل الأنف يكون جزءًا من التحية في حال الرغبة في الاعتذار، ويعد قبول هذه التحية علامة تقدير واحترام.
الأنف كرمز للرفعة والشموخ
الأنف، أو كما يُسمى “الخشم”، يحمل مكانة كبيرة في الثقافة العربية، ويرتبط بشكل وثيق بالعزة والكرامة، وقد ورد في العديد من الأمثال الشعبية وأبيات الشعر العربية.، كما يعتبر الأنف علامة من علامات الوضوح والفخر، ولا يمكن تغطيته كما هو الحال مع باقي أعضاء الوجه.
كما يرتبط الأنف عند العرب بالعديد من الصفات التي تدل على الكبرياء والعزة، أمثال مثل “رغمًا عن أنفه” و”مرغ أنفه بالتراب” تعكس رمزية الأنف في المواقف المختلفة، من التحدي إلى الهزيمة.
اندثار العادة
رغم كون التحية بالأنف تعبيرًا عن الاحترام والمودة، فإنها بدأت تندثر في السنوات الأخيرة، ويعود السبب الأول إلى المخاوف الصحية، خصوصًا بعد انتشار الفيروسات مثل كورونا وإنفلونزا الطيور، وقد كانت الحكومات في الخليج تحث المواطنين على تجنب هذه العادة لأسباب صحية.
التخلي عن العادات القديمة
في بعض الدول مثل الكويت، أصبحت التحية بالخشوم محصورة في بعض القبائل فقط، بينما تخلت الغالبية العظمى عن هذه العادة. ويرجع ذلك جزئيًا إلى تفضيل الأجيال الشابة للتحيات العصرية أو الغربية، مثل المصافحة أو التحيات الأخرى التي تتماشى مع ثقافتهم الحديثة.
رغم أن العديد من الشباب في الخليج يتجهون إلى تقاليد أكثر عصرية، فإن البعض يشعر بالحزن لفقدان هذه العادة القديمة التي تمثل جزءًا من الهوية الثقافية، بالنسبة لأولئك الذين لا يزالون يمارسونها، فإن التحية بالخشوم تعد وسيلة للتعبير عن الاحترام والحب وتعزز من الألفة والتقارب بين الناس.



