الشهيد مصطفي أبو هاشم.. رمز ملحمة السويس وهذه رسالته الأخيرة 

أسماء صبحي 

مصطفي أبو هاشم، أحد شباب السويس الذين سطروا ملحمتها التاريخيه دفاعاً عن مصرية المدينة وشموخها. كان رحمة الله عليه قائداً لمجموعة الفدائيين التي انضمت إلى منظمة سيناء العربية وكان قائدها التاريخي منذ تكوينها وحتي استشهاده على أيدي الصهاينة الغادرين عام 1970.

اتسمت أخلاقه دائماً بالإنسانية، وكان رحمه الله عليه صاحب خلق عظيم ما جعل كل زملائه السوايسه وأصدقائه من باقي المحافظات يعشقونه ويحترمونه.

بداية مسيرته النضالية 

بدأ الشهيد مصطفي أبو هاشم مسيرته النضالية منذ أن كان صبياً، حيث شارك ضد القوات البريطانية ضمن كتائب المقاومة الشعبية التي تشكلت في الخمسينات وقد عرف عنه الشجاعة والإقدام وقوة العزيمة.

وكان الشهيد مصطفي أبو هاشم، شاباً رياضياً من الدرجة الأولى مارس رياضة كمال الأجسام. وكان من أبطالها كما كان صديقاً شخصياً للبطل العالمي في تلك الرياضة عبد الحميد الجندى .

وبدأ العمل الفدائي عقب نكسه يونيه 1967 وكان عمره في تلك الفترة سبعة وثلاثين عاماً. حيث قام مع زملائه السوايسه بالمشاركه في أول عملية فدائية ضد القوات الإسرائيلية يوم 14 يوليو 1967 عندما أراد العدو الاسرائيلي رفع علمه علي نصف القناة يومها. تمكن مع زملائه غريب محمد غريب وعبدربه محمد عبدربه الحصول على أول أسير إسرائيلي كان (ضابط في الاستخبارات).

عمليات مصطفى أبو هاشم الفدائية

واصل مصطفى أبو هاشم عملياته الفدائية إلى أن تم تكوين منظمه سيناء العربية، فكان أول المنضمين إليها وأحد قادتها المخضرمين. وأصبح تحت قيادته مجموعه قامت بتنفيذ العديد من العمليات الفدائية التي صارت نماذج للقوات الخاصه فيما بعد.

وشارك الشهيد مصطفى أبو هاشم في كل العمليات الفدائية التي كسرت أنف إسرائيل. بداية من زرع الألغام في الطرق ( المدقات ) التي يستخدمها العدو من جنوب البحيرات المرة حتى شرم الشيخ إلى عبور القناة في وضح النهار. مروراً بأسر الجنود وأعطاب المعدات كان رحمة الله عليه رمزاً وقدوه لكل زملائه. حيث استطاع باستشهادة أن يفتدىهم بعد أن أصر يوم 8 فبراير عام 1970 على انصرافهم إلى الغذاء اليومي عقب التدريب في ملعب السويس الرياضي.

وأنقذهم من الهجوم الدامي الذي وقع في ذلك اليوم التاريخي عندما رصد العدو الإسرائيلي تحركاته شخصياً. وقبل انصرافه اليومي المعتاد جاءت الطائرات الفانتوم ودكت أرجاء الاستاد الرياضي بقنابل النابلم ليسقط الفدائي البطل مصطفى أبو هاشم (قائد مجموعه الفدائيين بمنظمه سيناء العربيه) شهيداً لتودع السويس ابنًا من أشجع أبنائها. ليصبح اسمه رمزاً نبيلًا وقدوه لزملائه الذين جعلوا من السويس مقبرة لليهود في 24 أكتوبر عام 1973.