حوارات و تقارير

زراعة بنجر السكر في الشرقية: محصول مربح ومستقبل زراعي واعد

تتصدر محافظة الشرقية المشهد الزراعي بزراعة محصول بنجر السكر الذي شهد إقبالًا متزايدًا هذا العام بسبب إنتاجيته العالية وسهولة تسويقه، مما يجعله خيارًا مربحًا للفلاح. وبفضل كونه محصولًا تعاقديًا، أصبحت زراعة البنجر مصدر دخل ثابت للمزارعين في المحافظة. يقول محمود عبد الغني، وهو مزارع من أولاد صقر، إنه يحرص دائمًا على زراعة بنجر السكر نظرًا لسهولة زراعته وانخفاض تكلفته. وأضاف أن مخلفات المحصول توفر أيضًا فرصة إضافية لكسب المال من خلال تأجير الأراضي لرعاة الأغنام الذين يستخدمونها كعلف أخضر. يبدأ الزرع بحرث الأرض، حيث يتم إضافة 6 شكاير سوبر لكل فدان، ويُزرع الفدان بأربع كيلوجرامات من التقاوي. وبعد مرور 25 يومًا، يتم خف البنجر وترك نبات واحد في كل جورة، ثم يتم إضافة 4 شكاير يوريا للفدان، مع رية المحاياة، وبعد ذلك يتم متابعة المحصول ومعالجة أي آفات قد تظهر مثل دودة القطن، ويستغرق محصول البنجر في الحقل حوالي 210 أيام حتى يتم الحصاد.

من جانبه، أوضح المهندس أشرف نصير، مدير عام الزراعة بمحافظة الشرقية، أن مساحة 39 ألف فدان قد تمت زراعتها بالفعل من إجمالي المستهدف البالغ 89,500 فدان. وأشار إلى أن زراعة بنجر السكر بدأت في الشرقية عام 1994 بزراعة 40 فدانًا فقط، ومنذ ذلك الحين تزايدت المساحة المنزرعة بشكل مستمر، حيث تنتشر زراعة البنجر في مراكز مثل صان الحجر والحسينية وكفر صقر نظرًا لملوحة التربة في هذه المناطق.

وأضاف نصير أن زراعة البنجر تتم على ثلاث عروات؛ الأولى تبدأ من منتصف أغسطس وتستمر حتى منتصف سبتمبر، والثانية من منتصف سبتمبر حتى منتصف أكتوبر، والثالثة المتأخرة تبدأ من منتصف أكتوبر وحتى نهاية نوفمبر. كما تم تدريب عدد من الأخصائيين على طرق زراعة البنجر منذ بدء زراعته وحتى حصاده، وعقد العديد من الندوات الإرشادية للمزارعين لتعريفهم بالأساليب المثلى لتحقيق كثافة نباتية مرتفعة واكتشاف الأمراض مثل التبقع الذي يصيب أوراق البنجر. كما أشار إلى أنه يتم صرف حصة الأسمدة للمزارعين من الجمعيات التعاونية الزراعية بواقع 3 شكاير يوريا أو 5 لترات للفدان.

واستطرد نصير قائلاً إنه تم توزيع تقاوي منتقاة من أصناف بنجر السكر المستوردة التي تحقق إنتاجية تصل إلى 40 طنًا للفدان، فضلًا عن تسوية الأرض بالليزر وحرثها تحت التربة لضمان تحسين جودة الإنتاج. كما قدمت الدولة دعمًا إضافيًا للمزارعين من خلال رشة مجانية لمكافحة الآفات ورشة مخصبات بالإضافة إلى الدعم الفني الذي تقدمه مراكز البحوث الزراعية المتخصصة في زراعة البنجر. ولتسهيل تسويق المحصول، تم إنشاء مصنع سكر البنجر على مساحة 420 فدانًا في منطقة الصالحية الجديدة، مما ساعد على إبرام عقود مع المزارعين لتوريد إنتاجهم للمصنع.

وأوضح المهندس أشرف الدمرداش، أن بنجر السكر هو محصول تعاقدي مربح للغاية للفلاحين، حيث يتم زراعته على ثلاث عروات تبدأ في أغسطس وتنتهي في نوفمبر. وتم تدريب 20 أخصائيًا على تقنيات زراعة البنجر من بذور التقاوي وحتى الحصاد، مع تقديم ندوات توعوية لمساعدة المزارعين في زيادة الكثافة النباتية واكتشاف الأمراض التي قد تصيب المحصول. كما أشار إلى أن الأسمدة يتم توفيرها للمزارعين من الجمعيات الزراعية بواقع 3 شكاير يوريا أو 5 لترات للفدان.

واختتم مدير الإرشاد حديثه بالإشارة إلى أن عدداً من الشركات الكبرى مثل الشرقية والدقهلية والنيل والدلتا قد وقعت عقودًا مع المزارعين لتوريد المحصول، وقامت بعض الشركات بتوفير التقاوي مجانًا لعدد من المزارعين في العروة الأولى. كما يحصل المزارعون على بونات السكر وعلاوات توريد، ويبلغ سعر الطن الواحد من بنجر السكر حوالي 2400 جنيه، مما يعزز من أرباح الفلاحين ويوفر مستقبلًا واعدًا لهذا المحصول المهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى