المزيد

بنو عطية..قبيلة الجذور العريقة والنفوذ الممتد

بنو عطية..قبيلة الجذور العريقة والنفوذ الممتد

 تعد قبيلة  بنو عطية، إحدى القبائل العربية الخندفية المضرية العدنانية، وهى من القبائل العريقة والأصيلة في شمال غرب شبه الجزيرة العربية ويمتد تاريخها إلى العصر الجاهلي وصدر الإسلام، وتستوطن مناطق واسعة من شمال الحجاز حتى شمال فلسطين وسيناء. يُعرفون بالعطوات، ومفردهم عطوي.

كما ذُكر في نسب بني عطية عدة أقوال منها  يُقال أنهم من عقب عطيه الأسدي من بني معاز، وهم من نسل بنو أسد بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان كما يُقال أنهم من نسل عطية العوفي البكري. ذكر ابن حزم أنهم من بني عوف بن سعد، فخذ من بني عمرو بن عباد بن بكر بن وائل.

و يُقال أنهم من قبيلة هذيل حيث  ذكر أبو علي الهجري أنهم من بنو جريبة من هذيل. كذلك، نسبهم عز الدين الجزري إلى جد الشاعر أبو عبد الرحمن العطوي في كتاب “اللباب في تهذيب الأنساب”.

كما تقع منازل بني عطية في المملكة العربية السعودية، من النصف الشمالي من حرة العويرض حتى حرة المواهيب. تسكن عشائر بني عطية في مناطق تبوك وما حولها، حالة عمار، حسمى، بئر ابن هرماس، مغيراء الطبيق، القليبة، تيماء، جبل اللوز، حرة بني عطية (الرهاة)، حرة تبوك، الوادي الأخضر، ذات الحاج، شرفة بني عطية، فجر، محطة الأوجرية، ومحطة المصطبغة. خارج السعودية، يتواجدون في صعيد مصر، صحراء سيناء، وجنوب الأردن.

وفي القرن الماضي، شاركت بعض فصائل بني عطية في الثورة العربية الكبرى ضد الأتراك العثمانيين، خاصة في نواحي تبوك وبعض نواحي الأردن. ساهم فرسان بني عطية مع بقية قبائل شمال الجزيرة العربية في معارك تحرير العقبة، القدس، ودمشق من الحاميات والقلاع العثمانية التركية.

 في أوائل القرن الخامس الهجري، سكنت قبيلة بني عطية تيماء شمالي نجد. ومع نماء عشيرة بني عطية، انتقلوا تدريجيًا إلى تبوك وغربها حتى خليج العقبة في القرن السابع الهجري، وتغلبوا على تبوك وما جاورها من البلاد. في القرن الثامن الهجري، انتشروا حتى الساحل الشرقي لخليج العقبة. انتقل كثير منهم إلى جنوب الأردن ومارسوا الزراعة إلى جانب الرعي. أستوطن قسم كبير منهم في مصر وصحراء سيناء، وقسم آخر في الأردن.

 انتقل الكثير من بني عطية إلى جنوب الأردن هربًا من الجفاف. بدأ ظهورهم في منطقة الكرك والبحر الميت في القرن التاسع عشر، وانتشروا من الجنوب إلى الغرب واستقروا شرقي مدينة الكرك، وخاصة في القطرانة. انضموا إلى جيش الثورة العربية الكبرى، وأصبح تحالفهم مع عشائر الكرك سببًا لاستقرارهم وتوسع حدود القبيلة. عملوا في الزراعة وتربية المواشي. تنتشر القبيلة من الموجب غربًا حتى وادي السرحان شرقًا، ومن الشمال تحدها قبيلة بني صخر، ومن الجنوب تحدها قبيلتا الحجايا والحويطات. بعض عشائر بني عطية بقيت على ترحالها بين الأردن وشمال السعودية، مثل العطيات، الخمايسة، والعقيلات.

تظل قبيلة بني عطية رمزًا للعراقة والأصالة، تروي قصة تاريخ طويل من الترحال، الصمود، والتحالفات التي شكلت جزءًا كبيرًا من تاريخ المنطقة. تميزت بحفاظها على تراثها وعاداتها، واستمرار تأثيرها في مجتمعاتها المختلفة في السعودية والأردن ومصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى