أنساب

أمامة بنت العاص: حفيدة النبي وملاذه في الحزن

في زمن الرسول محمد – صلى الله عليه وسلم – تبرز قصص العديد من النساء اللاتي كان لهن دور بارز في حياة نبي الأمة وما تلاها من عصور. قدّم المؤلف والمترجم السوري أحمد خليل جمعة في كتابه “نساء في عصر النبوة”، الصادر عن دار نشر ابن كثير، دراسة مركزة على النساء والأحداث التي ترتبط بالدعوة الإسلامية وحياة الرسول.

أمامة بنت أبي العاص، التي أهداها النبي صلى الله عليه وسلم قلادة من خرز ملمعة بالذهب، تظهر كمثال بارز. إنها حفيدة النبي، وولدت في عهد جدها. والدتها زينب، كبيرة بنات النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت أم المؤمنين زينب بنت خويلد أول من آمنت بالنبي وصدقته. ووالدها أبو العاص بن الربيع صهر النبي، وأحد فرسان الإسلام.

حفيدة النبي

في مستهل السنة الثامنة للهجرة، توفيت زينب، وتركت ابنتها أمامة التي كانت لا تزال صغيرة. كان فراق زينب أليمًا على النبي وعلى ابنتها الصغيرة. وقد استودع النبي ابنته ليعتني بها ووصى بإحسان غسلها وتشييعها.

النبي عاد ليجد في حفيدته أمامة ملاذًا يخفف من حزنه على فقدان ابنته. كان يفيض عليها بمحبته، مما جعلها تحتل مكانة خاصة في قلبه، تلك المكانة التي لم يحظ بها سوى السبطين السعيدين الحسن والحسين. ابنا فاطمة الزهراء، رضوان الله عليهما.

أمامة بنت العاص تلقت رعاية خاصة من النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كان يفيض عليها بمحبته ويظهر لها العناية حتى في أوقات الصلاة. ففي أحد المواقف، وأثناء انتظار النبي صلى الله عليه وسلم للصلاة، خرج إليه محملاً على عنقه أمامة بنت أبي العاص، فقام النبي للصلاة وأمامة بنت العاص معلقة على عنقه، وكان يأخذها ويضعها عندما كان يركع ويسجد.

وكان النبي يفضل أمامة بحبه وعطفه. فكان يهديها الهدايا في المناسبات المناسبة، كما روت عائشة أن أمامة أهداها النجاشي حلية، وأعطاها النبي صلى الله عليه وسلم.

لأمامة مكانة كبيرة بين الصحابيات وكانت تلقب بالحبيبة النبوية، ورغم ذلك كان النبي يخصها بحبه وعنايته. حتى إنها أحب الأهل إليه. وقد روت عائشة قصة أمامة بنت أبي العاص والقلادة التي أهدتها للنبي، وكيف قام النبي بوضعها في رقبة أمامة بنت أبي العاص بعدما أعرب عن رغبته في ذلك.

بعد وفاة والدها أبو العاص بن الربيع، زوجها النبي صلى الله عليه وسلم من علي بن أبي طالب، وبعد وفاة علي، تزوجت من المغيرة بن شعبة، ثم من الحسن بن علي بن أبي طالب. وبعد وفاتها، انقطع العقب الذي كان يتبع للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث لم تلد أمامة لأحد من زوجيها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى