ماهي تضحيات سودة بنت زمعة من أجل الوفاء والإيثار في بيت النبي؟
كانت السيدة سودة بنت زمعة تقوم على بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل وفاء وإخلاص، حتى حلت اللحظة المنتظرة لدخول العروس، عائشة بنت أبي بكر، فأشاحت سودة جانبها لتمهيد الطريق لها، مظهرة روح الاحترام والتفاني في خدمة زميلاتها. تبعت على ذلك زيارة زوجات النبي صلى الله عليه وسلم. لتتضمن بينهن حفصة بنت عمر، وزينب بنت جحش، وأم سلمة بنت أبي أمية المخزومي. وعلى الرغم من العلاقة الخاصة التي جمعت النبي ببعض زوجاته. إلا أن سودة لم تتردد في التضحية والعطاء معتبرة مصلحة الآخرين فوق مصالحها الشخصية.
لكن النبي صلى الله عليه وسلم، رحيما كان. شعر بمشاعر سودة وتفهم حاجتها إلى الاهتمام والرعاية. فسعى بكل جهده لتخفيف معاناتها وجعلها تشعر بأهميتها وقدرها في البيت. غير أنه واجه صعوبة في توفير الاحتياجات العاطفية التي تطلبها سودة، خاصة في ظل وجود زوجات أخريات استأثرن بمشاعر النبي.
بالرغم من الحب والتقدير الذي يحمله لسودة، فقد قرر النبي صلى الله عليه وسلم في نهاية المطاف التفكير في طلاقها، بهدف إعفائها من الوضع الذي يؤذيها ويجرح قلبها، ورغم أن سودة لم تشتكِ أبدا. إلا أنه كان يعتبر مسؤولية عليه أن يأخذ بعين الاعتبار مشاعرها. وحين جاءت ليلتها، قرر أخيرًا أن يبلغها بقراره. لكن رد فعل سودة كان مفاجئًا. إذ ظهر عليها الذهول والرعب، ومدت يدها مستنجدة. معبرة عن رغبتها في البقاء معه، حتى وإن لم تكن محط رعايته الكاملة كزوجاته الأخريات.
سودة بنت زمعة تجسد في حالتها الندرة والعظمة. إذ انتصرت لمبدأ الإيثار والوفاء، حتى عندما تعرضت لفكرة الانفصال، لكنها لم تتمنى سوى البقاء بجانب الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد عاشت سودة في بيت النبوة حتى وافتها المنية. لتظل رمزاً للتضحية والحب الصافي في تاريخ الإسلام.