من “التريقة” إلى “الزاد”..تفاصيل تقاليد الاحتفال بعيد الفطر في سيناء
يتميز عيد الفطر المبارك بأجوائه الروحانية والطقوس الخاصة التي يتبعها المسلمون. في آخر يوم من شهر رمضان الكريم، يبدأون استعداداتهم لاستقبال العيد بترديد التكبيرات منذ بعد صلاة الفجر حتى أداء صلاة العيد. وفي سيناء، يحافظ الأهالي على تقاليدهم بالاحتفال بـ”التريقة” والمجالس البدوية.
تعريف التريقة
تعني “التريقة” في سيناء تناول أي طعام أو شراب قبل صلاة عيد الفطر المبارك وغيرها من المناسبات الدينية. يتجمع أهالي القبائل قبل صلاة العيد بساعة على الأقل في ساحات قريبة من المساجد أو زوايا صغيرة أو “عرائش”، ويشرف عليها كبار القبائل. يتم تنظيف المكان مسبقًا وتجهيزه بإبريق الشاي والقهوة منذ الفجر، ويتم وضع “الزاد”، وهو عبارة عن خبز وزيت زيتون وملح.
ثم يقوم كبار القبائل باستضافة الأهالي، مرحبين بهم بعبارة “اتفضلوا تريقو”، داعين إياهم لتناول الطعام والشراب على طبلية خشبية معدة لهذا الغرض.
بعد صلاة عيد الفطر المبارك والمناسبات الأخرى، تبدأ القبيلة في سيناء بحصر الغائبين. إذا كان أحدهم غائبًا بدون عذر، يتم تعقبه لمعرفة أسباب الغياب، وذلك خشية أن يصيبه مكروه. يعمل أفراد القبيلة على تقديم المساعدة والدعم للغائبين في حالة الضرورة.
بعد صلاة عيد الفطر المبارك، يقوم أهل القبيلة في سيناء بالتصفّح في المسجد على شكل دائري لمصافحة بعضهم البعض، كمظهر من مظاهر التواصل والتآلف الاجتماعي. ثم يتجهون إلى المجلس “المقعد” لشرب القهوة وتبادل التحيات، كما يتم التأكد من حضور الجميع والاطمئنان على الغائبين.
القصص والحكايات
بعد المساج والتواصل الاجتماعي، تبدأ “الخراريف” في سيناء، وتعني باللهجة السيناوية القصص والحكايات والذكريات حول عيد الفطر المبارك. يتناول المجتمع في هذه الجلسات القصص المضحكة والتي تحمل في طياتها الحكم والمواعظ للجميع، وتسعد الأجواء بتبادل الضحكات والترابط الاجتماعي.
الزيارات والهدايا
بعد انتهاء الاحتفالات في المسجد والمجالس، ينطلق أهل القبيلة إلى بيوتهم لزيارة الأهل والجيران وتبادل التهاني. يأتون محملين بالهدايا، سواء كانت كعك العيد أو “العيدية” وهي المبالغ المالية، كما يعتادون على تقديم الضيافة واستقبال الضيوف بكل حفاوة وسرور، ونادرًا ما يدخل أحدٌ بيد فارغة.
