الإفتاء تجيب..ما حكم التسبيح باليد اليسرى؟
فرض الله على المسلمين صيام شهر رمضان الكريم، ليكون ركناً من أركان الإسلام، وقاعدة من قواعد الدين، وقربة من أعظم القربات إليه، إذ قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” [البقرة: 183].
لذلك، فإن تساؤلات المسلمين الصائمين تتزايد عادةً خلال شهر رمضان الكريم، ويزداد طلبهم للفتاوى اليومية حول أحكام الصيام، وما يفطر وما لا يفطر، وغيرها من الأحكام المتعلقة بالصيام.
تقدم “دار الإفتاء” إجابات وفتاوى يومية حول الأسئلة التي تهم الصائمين في شهر رمضان الكريم.
• ما حكم التسبيح باليد اليسرى؟
أجابت دار الإفتاء المصرية عن هذا السؤال بأن الأصل في اليد اليسرى في الوضع اللغوي أنها لمعونة اليد اليمنى، ومن هنا جاء اشتقاقها من اليسر وهو بمعنى السهولة. قال الإمام الرازي: “اليسر في اللغة معناه: السهولة؛ ومنه يقال للغنى والسعة: اليسار؛ لأنه يسهل به الأمور، واليد اليسرى قيل: تلي الفعال باليسر، وقيل: إنه يتسهل الأمر بمعونتها اليمنى”.
وأضاف الإمام القرطبي: “سميت اليد اليسرى تفاؤلًا، أو لأنه يسهل له الأمر بمعاونتها لليمنى”.
وقد جاء الأمر من الله تعالى في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة بالتسبيح على وجه الإطلاق؛ ليشمل جميع الأوقات والأحوال والكيفيات. وقد جاء الأمر في السنة النبوية بالتسبيح بعدد معين في بعض المواطن ولم يعين للناس كيفية لضبط العدِّ كي يلتزموا بها وجوبًا دون غيرها. بل جاءت الأحاديث النبوية والآثار عن الصحابة الكرام – حاملي السُّنة وشاهدي الوحي- بالعدِّ بمختلف الكيفيات.
فعلى هذا، فالتسبيح باليد اليسرى جائز ومشروع، كما أن استعمال الأنامل في ضبط العدد أمر مستحب، ويجوز للمسلم الاقتصار على اليد اليمنى في التسبيح، وكذلك اليد اليسرى، وله استعمال اليدين معًا ويُستحب له البدء باليمنى، وليس لأحدٍ أن يُنكِرَ على أحدٍ في ذلك، فالأمر فيه واسع.
