انخفاض حاد في مؤشرات البورصة بنسبة تجاوزت 7%نتيجة تأثير صفقة رأس الحكمة
بدأت مؤشرات البورصة بتراجع حاد في جلسة اليوم الأحد، وهي أول جلسات الأسبوع، حيث انخفض مؤشرها الرئيسي بأكثر من 7٪ في بداية الجلسة. جاء هذا الهبوط بعد الإعلان عن صفقة رأس الحكمة يوم الجمعة الماضي، التي ستضخ مبلغ 35 مليار دولار من السيولة الدولارية إلى مصر.نجح تراجع سعر الدولار في السوق الموازية، حيث وصل سعر الدولار بين 49 و52 جنيهًا، بالمقارنة مع 63 جنيهًا قبل الإعلان عن الصفقة. مما يشير إلى هبوط حاد بلغ حوالي 22٪ خلال يومين فقط. يعتبر هذا التراجع هو الأكبر في السوق الموازية منذ بداية أزمة نقص الدولار التي شهدتها مصر.
والتي أدت إلى ارتفاع سعر الدولار في السوق الموازية إلى مستويات تجاوزت 70 جنيهًا للدولار الواحد، بينما استمر سعره في السوق الرسمية عند نحو 31 جنيهًا.وقد قدمت حنان رمسيس، خبيرة سوق المال في شركة الحرية لتداول الأوراق المالية، تفسيرًا لهذا الهبوط الكبير، حيث ربطته بالأنباء الإيجابية حول صفقة رأس الحكمة. وأوضحت رمسيس أن السوق تشهد عمليات بيع كثيرة لأسهم المؤسسات المحلية مع أي خبر إيجابي.
وفي هذا السياق، تم توقيع عقود مشروع تطوير مدينة رأس الحكمة بالتعاون مع شركة القابضة ADQ الإماراتية. مما أدى إلى هبوط حاد في سعر الدولار في السوق الموازية. وتأثرت تعاملات المستثمرين في البورصة بشكل كبير بعد هذا التقلب في سعر الدولار.
تجاوزت مؤشرات البورصة مستويات مرتفعة في الفترة السابقة مع ارتفاع سعر الدولار. ولكن الهبوط الحاد الحالي يعزى إلى تفعيل التعديلات الجديدة في هيكل البورصة. بما في ذلك إعادة تقسيم الأسواق وتوحيد معايير الإدراج.
من جهتها، توقعت رمسيس أن تعاود الأسهم الارتفاع خلال تداولات جلسة اليوم. مع تفعيل التعديلات الجديدة التي من المتوقع أن تسهم في تبسيط الإجراءات وتعزيز كفاءة وسيولة التداول.
التعديلات الجديدة
أوضح إيهاب سعيد، محلل سوق المال.الهبوط الحاد في البورصة إلى الاتفاق المصري الإماراتي الذي تم التوقيع عليه يوم الجمعة.والذي يتضمن صفقة استثمار أجنبي مباشر في منطقة رأس الحكمة بقيمة 35 مليار دولار.
وفسر سعيد أن التدفقات المرتقبة من هذه الصفقة ستسهم في سد فجوة التمويل الدولارية لمصر. وستقلل من الفارق بين سعري الدولار في السوقين الرسمية والموازية.
كما أشار إلى أن أداء سهم البنك التجاري الدولي كان بارزًا في الفترة الأخيرة. حيث قام المستثمرون بشراء شهادات الإيداع الدولية للبنك المدرجة في بورصة لندن، والتي تعتبر ملاذا آمنًا للاستثمار في ظل عدم اليقين حول سعر صرف الجنيه المصري. وأشار إلى أن تراجع هذا السهم اليوم جاء نتيجة لضعف الإقبال على شرائه.
واختتم سعيدقائلا أن كل الدلائل تشير إلى أن مصر تقترب من اتفاق مع صندوق النقد الدولي، وهو ما قد يتطلب خفض قيمة العملة المحلية وإصدار شهادات بفائدة قد تتجاوز معدل التضخم، مما دفع المستثمرين لبيع الأوراق المالية بحثًا عن بدائل.