المزيد

سمير عبيد يكتب :كيف جاءت”حرب غزة “نعمة لبعض الدول والجهات؟ -الجزء الاول !

سمير عبيد يكتب :كيف جاءت”حرب غزة “نعمة لبعض الدول والجهات؟ -الجزء الاول !
:
١-فعلا ” مصائب قوم عند قوم فوائد “.فلقد جاءت الحرب في غزة التي بدأت على ضوء الصولة التاريخية التي قامت المقاومة الفلسطينية ” كتائب القسام” في السابع من اكتوبر ٢٠٢٣ كارثة على المستوطنات والمستوطنين الإسرائيليين، ومن ثم جاءت كارثة على الجيش الاسرائيلي وعلى الاجهزة الاستخبارية الاسرائيلية. وصفعة لا علاج لها في الوقت الحاضر ل القيادة في اسرائيل التي لازالت مصابة بالهلوسة والدوار وحيرة القرار والاستقرار . وللاسف جاءت كارثة ايضا على السكان المدنيين في غزة وبمقدمتهم الاطفال والنساء لان الانتقام الاسرائيلي المدعوم اميركيا وغربيا جاء ضد المدنيين وبطريقة نازية .ولكنها جاءت هدية من السماء الى المقاومة الفلسطينية لتؤسس صفحة جديدة في تاريخ النضال الفلسطيني. بحيث قرّبت الأمل وقرّبت المستحيل والتحرير.وجاءت فرصة لمحور المقاومة ” الهلال الشيعي” ليفرض قاعدة اشتباك جديدة اربكت اسرائيل وامريكا . وكل هذا صبَّ ويصب بمصلحة ايران !
٢-ولكن هذه المأساة التي حدثت ولا زالت تحدث وبطريقة نازية بقيادة اسرائيل واميركا ضد المدنيين وتحديدا ضد الاطفال والنساء والمستشفيات والجامعات والمساجد والصحفيين والبنية التحتية في غزة جاءت فرصة ذهبية لبعض الدول والجهات في المنطقة وخارجها لجني مكاسب تكتيكية واستراتيجية !
#من هي الجهات التي استفادت ولازالت تستفيد من حرب غزة ؟
١- ايران:
*أ:-لقد استفادت ايران كثيراً من الحرب في غزة ولم تخسر شيء كونها جربّت ولاء جميع حلفائها في اليمن والعراق وسوريا ولبنان من جهة، وجربت الاسلحة التي انتجتها المعامل الايرانية والتي بحوزة حلفاء ايران في المنطقة من جهة أخرى وهذا عامل مهم . وطرحت نفسها ايران الحمل الوديع الذي يبحث عن السلام وعدم توسيع حرب غزة والخوف على سلامة الاقليم والحقيقة هي خائفة على نفسها فقط. والاهم جاءت حرب غزة فرصة ذهبية لايران لتنشغل اسرائيل وامريكا والغرب عن ايران لتمضي في مشروعها النووي ودون رقابة.ومن خلال حرب غزة ربحت ايران تنازلات من امريكا والغرب بدليل اعترف البيت الابيض في ٣ يناير ٢٠٢٤ عندما قال (لم نتواصل مع ايران منذ الهجوم الذي قتل فيه 3 اميركيين في الاردن ) وقالها الرئيس الايراني بعظمة لسانه ( خيار الحرب لم يعد مطروحاً على طاولة الأعداء) عندما كان رئيسي بتفقد قاعدة بحرية لـ«الحرس الثوري» في مضيق هرمز.لا بل حتى رئيس مجلس النواب الأميركي صرح لوسائل الاعلام الاميركية قائلا : على إدارة بايدن الاعتراف بأن سياسة استرضاء إيران مدمرة للعالم…وهذه جميعها مؤشرات ان هناك تفاهمات سرية بين طهران وواشنطن وعلى حساب المنطقة .
*ب:-وهناك تقارير تشير ان وزير الخارجية الايراني الاسبق جواد ظريف وهو صاحب الثقافة الاميركية شخصيا وعائليا هو ناقل الرسائل بين واشنطن وطهران كونه موثوق به من الاميركيين ويمتلك صداقات مع مفاصل القرار في امريكا .
*ج:-ومن الجانب الآخر نسجت ايران اتفاقيات استراتيجية “علنية وسرية” مع تركيا خصوصا عندما نجحت تركيا بتجميد الخطر على ايران من جهة اذربيجان مقابل تنازلات ايرانية لتركيا في المنطقة وصولا العراق. وبالفعل وصل الرئيس الايراني رئيسي شخصيا الى تركيا ومن هناك دفنت طهران وانقرة الدور العربي والمشروع العربي في المنطقة وفي قضية فلسطين .وربحت تهافت الاوربيين عليها لتلعب دورا رئيسيا بمنع توسعة حرب غزة . وحتى حزب الله استفاد من حرب غزة عندما قاد حرب استنزاف موجعة ضد اسرائيل.والحوثيون من جانبهم ايضا ذهبوا بعيدا من خلال تغيير قواعد الاشتباك في منطقة البحر وباب المندب وفتحوا حربا ضد إسرائيل ولكن تقدمت امريكا وبريطانيا للاعلان عن حربهما ضد الحوثيين .
*د:-والعراق هو الطرف الخاسر على الدوام لانه لا يمتلك قراره بنسبة ١٠٠٪؜ والحقيقة هو تحت الهيمنة الاميركية والايرانية وهذه حقيقة باتت لا يختلف عليها اثنان .فأصبح ساحة مفتوحة وللاسف الشديد لتصفية حسابات الدول والحكومات واستخباراتها . وان القادم مؤلم كثيرا بالنسبة للعراق والسبب الاول بهذا هي الطبقة السياسية الحاكمة التي تعشق التشرذم والاعتماد على الخارج !
٢- السعودية :
*أ:-السعودية وعندما نجحت بالتقارب مع ايران وبجهود دبلوماسية ناجحة من بغداد ” حكومة الكاظمي ” وتوجتها باتفاق اعادة العلاقات وفتح السفارات والتعاون في بكين وبحضور الطرف الضامن وهي الصين .بهذا نجحت السعودية بتحييد ايران وحلفاء ايران في المنطقة وخصوصا من جهة العراق واليمن. فنجحت الرياض بابتزاز واشنطن من خلال تقاربها مع ايران والصين معا فربحت علاقات اقوى مع امريكا واسرائيل مع دعم كامل لسياسات الامير محمد بن سلمان وتجميد ملف جمال خاشقجي وتعبيد الطريق الى محمد بن سلمان ملكا والاخير اجاد اللعب على وتر حاجتهم للسعودية فأخذ يحصد النجاحات لصالح السعودية وصالحه الشخصي ومستقبله كملك للسعودية .بحيث اصبحت امريكا ساعي بريد متهافت على السعودية لاعلان التطبيع مع اسرائيل ولكن السعودية مدركة لخطورة هذه الخطوة في هذا الوقت بالذات فتحاول ان تكون الرياض هي مفتاح ايقاف حرب غزة بمحاولة لبقاء اخر لاعب عربي في القضية الفلسطينية . وان السعودية تعرف انها ستفقد رعايتها لمكة والمدينة( الحج) حال تطبيعها مع إسرائيل .
*ب:-بحيث نفذ صبر واشنطن لان الرئيس بايدن يريدها نصرا انتخابيا له ، ونتنياهو يريدها قارب نجاة له ولمستقبله السياسي الذي اصبح على المحك فأبلغت الولايات المتحدة “إسرائيل” بأنّ اتفاق التطبيع السعودي يجب أن يبدأ خلال الشهرين المقبلين( وهذا ما اكدته صحيفة واشنطن بوست الاميركية . ولكن الامير محمد بن سلمان رفع سقف طلباته فطلب بمعاهدة توفر ضمانات شبيهة بضمانات “الناتو” للأمن السعودي كجزء من حزمة التطبيع، وتريد عقد اتفاق عسكري مع اميركا قبل الانتخابات الرئاسية وبشرط اساسي وهو ايقاف الحرب على غزة . والمعلومات والتقارير تشير ان المسؤولين السعوديون يحثون واشنطن في أحاديث خاصة على الضغط على إسرائيل لإنهاء حرب غزة والالتزام “بأفق سياسي” لإقامة ⁧‫#دولة_فلسطينية واخيرا تنازلت واشنطن للشروط السعودية واعلنت واشنطن بان نهاية الحرب بغزة بداية الشروع بترتيب الدولة الفلسطينية .‬⁩
الى اللقاء في الجزء الثاني !

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى