قبيلة عملاق: القبيلة العربية التي كانت أول من تكلمت اللغة العربية وحاربت بني إسرائيل
قبيلة عملاق هي إحدى القبائل العربية القديمة التي عاشت في بادية الشام والعراق والجزيرة العربية ومصر وبلاد الرافدين. كما يعتقد أنها تنحدر من عمليق بن لاوذ بن إرم بن سام بن نوح، وأنها كانت تتميز بالطول والجسامة والشجاعة والقوة. كانت قبيلة عملاق تتحدث اللغة العربية. كما كانت أول من تكلم بها، ولها علاقة بالعموريين والهكسوس والكنعانيين والفراعنة. في هذا المقال، سنتعرف على تاريخ قبيلة عملاق وأهم محطاتها ودورها في الحضارة العربية والإسلامية.
أصل قبيلة عملاق
لا يوجد اتفاق بين المؤرخين والنسابين على أصل قبيلة عملاق، فبعضهم يرجعها إلى عمليق بن لاوذ بن إرم بن سام بن نوح، وبعضهم يرجعها إلى عمالق بن أليفاز بن عيسو بن إسحاق بن إبراهيم، وبعضهم يرجعها إلى عمليق بن عيسو بن إسحاق بن إبراهيم. وقد ذكرت التوراة قبيلة عملاق بين ذرية عيسو، وقالت: “وكانت تمناع سرية لأليفاز بن عيسو، فولدت لأليفاز عماليق” ، و”أمراء بني عيسو بنو أليفاز، بكر عيسو: أمير تيمان، وأمير أومار، وأمير صفو، وأمير قناز، وأمير قورح، وأمير جعثام، وأمير عماليق” . وقد سميت بهذا الاسم لأنها كانت طويلة القامة، وكلمة عملاق في اللغة تعني الطويل.
كانت قبيلة عملاق تسكن في جنوب فلسطين، وقالت التوراة: “العمالقة مقيمون بأرض الجنوب، والحثيون واليبوسيون والأموريون مقيمون بالجبل، والكنعانيون مقيمون عند البحر وعلى مجرى الأردن” . وقد اشتهرت قبيلة عملاق بالحرب والنهب، وكانت تعتدي على بني إسرائيل وغيرهم من الشعوب المجاورة. كما واجهت قبيلة عملاق النبي موسى وقومه عندما خرجوا من مصر، وحاربتهم في منطقة رفيديم، وقالت التوراة: “وجاء عماليق وحارب إسرائيل في رفيديم” . بالإضافة إلى ذلك هزيمتهم من النبي موسى بمعجزة الله، وقالت التوراة: “وكان موسى يرفع يده، فغلب إسرائيل، وإذا خفض يده، فغلب عماليق” . وقد أمر الله النبي موسى بكتابة ذكرى هذه الحرب. كما قالت التوراة: “وقال الرب لموسى: اكتب هذا ذكرا في السفر، وضعه في آذان يشوع، أني محو عماليق من تحت السماء” .
مواطنها
وقد استمرت العداوة بين قبيلة عملاق وبني إسرائيل، وحاولت منع بني إسرائيل من دخول أرض كنعان، وقالت التوراة: “وأرسل موسى من قادش رسلا إلى ملك عدوم قائلا: هذا ما يقوله أخوك إسرائيل: أنت تعلم كل المشقة التي أصابتنا. أن آباءنا نزلوا إلى مصر، ونحن سكنا في مصر زمانا طويلا، وأساء المصريون لنا ولآبائنا. فصرخنا إلى الرب، فسمع صوتنا، وأرسل ملاكا وأخرجنا من مصر. وها نحن في قادش، مدينة في أقصى حدودك.
دعنا نعبر في أرضك. لا نعبر في حقل أو في كرم، ولا نشرب ماء البئر. في طريق الملك نسير. لا نحيد يمينا أو شمالا حتى نعبر حدودك. فقال له ملك عدوم: لا تعبر فيّ، وإلا خرجت للقائك بالسيف. فقال له بنو إسرائيل: في الطريق السريع نصعد، وإن شربنا ماءك أنا وماشيتي، فأعطي ثمنه. إنما أمري أن أعبر سيرا على رجلي. فقال: لا تعبر. وخرج عدوم للقائه بشعب كثير وبيد قوية. فرفض عدوم أن يدع بني إسرائيل يعبرون في تخومه. فحول بني إسرائيل عن عدوم” . وقد أرسل النبي موسى جواسيس إلى أرض كنعان ليستطلعوا الأرض وأهلها، وقالت التوراة: “وأرسلهم موسى من برية فاران حسب أمر الرب. كل رؤساء بني إسرائيل هم. وهذه أسماؤهم. من سبط رأوبين شموع بن زكور. ومن سبط شمعون شافاط بن حوري. من سبط يهوذا كالب بن يفنة. ومن سبط يساكر يجآل بن يوسف..