أنساب

علم الأنساب علم ينفع والجهل به يضر

علم الأنساب علم ينفع والجهل به يضر

عندما يسمع البعض كلمة أنساب يبدأ بالتشنج أو النفور ويسرد آيات وأحاديث في غير مواضعها والأمر فيه تفصيل ونقاط يجب الانتباه لها جيداً وعدم الخلط بين الآتي ( الانساب – علم الأنساب وحفظ الأنساب – التفاخر بالأنساب – الطعن بالأنساب – ادعاء الأنساب )

– علم الأنساب وحفظها: هو علم هام جداً ومن مقاصد الشريعة الإسلامية، حث عليه النبي صلى الله عليه وسلم واعتنى به كبار الصحابة وعلى رأسهم سادتنا أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وأم المؤمنين عائشة وعبدالله بن عباس ومعاوية بن أبي سفيان وجبير بن مطعم وحسان بن ثابت وعقيل بن أبي طالب وحكيم بن حزام رضوان الله عليهم وغيرهم الكثير من الصحابة والتابعين والأئمة خاصة أهل الحديث فبدونه لا يعرف الرجال ولا يضبط أسانيد السنة، وبه يتعارف الناس {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُم} [الحجرات/ 13]

وبه تصل الأرحام فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (تَعَلَّمُوا مِنْ أَنْسَابِكُمْ مَا تَصِلُونَ بِهِ أَرْحَامَكُمْ ، فَإِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ مَحَبَّةٌ فِي الْأَهْلِ ، مَثْرَاةٌ فِي الْمَالِ مَنْسَأَةٌ فِي الْأَثَرِ) رواه الترمذي.

وعن جبير بن مطعم أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول على المنبر : (تعلموا أنسابكم ، ثم صِلوا أرحامكم ، والله إنه ليكون بين الرجل وبين أخيه الشيء ، ولو يعلم الذي بينه وبينه من داخلة الرحم : لأوزعه ذلك عن انتهاكه) رواه البخاري.

ولا يجوز لمسلم معلوم النسب أن يتبرأ من نسبه أو لا ينتمي إليه لما رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (كُفْرٌ بالله تبرُّؤ من نسب وإن دق ، وكفر بالله ادعاء إلى نَسب لا يُعرف) – رواه أحمد وابن ماجه.
ولا يثمر فرع قطع من جذعه ولا جذع من جذوره فمن لا يعلم جذوره وأصله وماضيه سينجرف مع أي تيار.

– وأما التفاخر بالأنساب: فهو مذموم إلا في مواضع حددها الشرع لسنا بصدد الخوض فيها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِالْآبَاءِ ، إِنَّمَا هُوَ مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ ، وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ ، النَّاسُ كُلُّهُمْ بَنُو آدَمَ ، وَآدَمُ خُلِقَ مِنْ تُرَاب) رواه الترمذي

وإهمال الأنساب وتضيعها لا يقل قبح وسوء عن التفاخر بها بالباطل خاصة إذا كان سيترتب عليها ضياع الهوية والتراث والعادات والتي في غالبها مرتبطة ارتباط وثيق بالدين واللغة العربية ليحل محلها دعاوى العلمنة والتغريب وتضييع اللغة والهوية ثم ينتهي الأمر بضياع الدين نفسه.

– وأما الطعن بالأنساب المعروفة الثابتة: فهو من الكبائر لأن فيه قذف محصنات وخوض في الأعراض، فعَن أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : (اثْنَتَانِ فِي النَّاسِ هُمَا بِهِمْ كُفْرٌ : الطَّعْنُ فِي النَّسَبِ ، وَالنِّيَاحَةُ عَلَى الْمَيِّتِ) رواه مسلم (67) .

– وأما ادعاء الأنساب بالباطل: فمن أشد الكبائر، فعَنْ سَعْد بن أبي وقاص رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : (مَنِ ادَّعَى إِلَى غَيْرِ أَبِيهِ وَهْوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ أَبِيهِ فَالْجَنَّةُ عَلَيْهِ حَرَامٌ) رواه البخاري (6385) ومسلم (63) .

وعَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (لَيْسَ مِنْ رَجُلٍ ادَّعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ وَهُوَ يَعْلَمُهُ إِلَّا كَفَرَ وَمَنْ ادَّعَى قَوْمًا لَيْسَ لَهُ فِيهِمْ [نسب] فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ) رواه البخاري (3317) ومسلم (61) .

وعن على بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ومن ادَّعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً ) متفق عليه.

ولمن ينكر أهمية علم الأنساب ويدعي أنه علم لاينفع ومضيعة للوقت والجهد نقول له … لا يمكن لعلم يبنى عليه أحكام شرعية ويؤدي بالناس الى جنة أو نار أن يكون علماً لا ينفع والجهل به لا يضر!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى