تشريح سياسي: النظام الإيراني في خطر حقيقي.. ومعالم الشرق الأوسط الكبير قد بدأت !
تشريح سياسي: النظام الإيراني في خطر حقيقي.. ومعالم الشرق الأوسط الكبير قد بدأت !
بقلم : سمير عبيد
إيران تُطوَق!لأول مرة ومنذ نجاح الثورة الايرانية عام ١٩٧٩ يشعر النظام الايراني بالخطر المتدرج نحو عقر داره. ولأول مرة يشعر النظام الايراني بأنه يُحاط بسور تدريجي من البراميل الجاهزة للاشتعال .واليكم أهم البؤر أو البراميل التي أعدت للاشتعال حول ايران والهدف الاستراتيجي من ذلك:
أ:-لكي تستلهم القوميات الايرانية الكبيرة والمهمة داخل ايران روح التحدي ضد النظام .وهو المخطط الذي تعمل عليه وتراهن عليه بريطانيا منذ أمد بعيدوكذلك دوائر أميركية وصهيونية. فبريطانيا تعتقد ان أسرع عملية تفكيك للنظام الايراني هو تفكيك قومياته الكبرى وهي ( الآذرية ، البلوش ، الأكراد ، العرب، الفرس) وهناك ترتيب وتنظيم للمعارضات القومية في ايران .
ب:-تفكر بريطانيا والقوى الاخرى معها أن عزل ايران عن روسيا والصين وجعلها منفردة ومعزولة لا يتم الا من خلال نشر براميل البارود وحلقة البؤر المتوترة حول ايران. وان هذه الخطة تدعمها اسرائيل والولايات المتحدة بقوة والهدف الاستراتيجي هو تدويخ النظام لحين الضربة القاضية.
#ولكن ماهي اهم البراميل والبؤر التي تم اعدادها ؟
١-بؤرة توتر وبتصاعد مستمر من جهة افغانستان السنية ضد ايران الشيعية ( بؤرة عقائدية وطائفية وايديولوجية خطيرة )! .فالعلاقات الأفغانية الايرانية في تراجع واصبح الافغان يهددون ايران ويطالبون ان يكون لهم ممثل في البرلمان حتى لو ايران تنازلت عن نهر / هيرمند / وامتيازات اخرى والحقيقة كله تصعيد متعمد .والان الافغان يهددون باحتلال خراسان الجنوبية وابعد من ذلك ان قرروا حسب قناعاتهم .علما ان ايران تصرف على الافغان 30 مليار تومان سنويا علاوة على ثمن الماء والكهرباء مجانا. والافغان اصلا ورقة ببد ايران لتصبح قنبلة بشرية ضد افغانستان و بأي لحظة. ولكن الخوف ان يدفع الثمن الافغان الشيعة داخل افغانستان!
٢-بؤرة توتر وبأهداف جدا خطرة من جهة اذربيجان الشيعية المنخرطة بالمشروع القومي والعلاقات مع اسرائيل وتركيا والغرب ( بؤرة قومية يمينية) وان هذه البؤرة تُقلق النظام الايراني جدا جدا لأن في ايران حوالي 20 مليون مواطن ايراني من اصول آذرية ويقيمون بجغرافية واحدة وقبالة اذربيجان ( وعندما يتصاعد لديهم الشعور القومي وحال احتكاك مع اذربيجان سوف تكون كارثة حقيقية على ايران الدولة وعلى النظام السياسي في ايران) .خصوصا وان اذربيجان تعيش نشوة النصر بتحقيق نصرها على ارمينيا من خلال تحرير اقليم قره باغ وطرد الأرمن منه. ولدى اذربيجان اندفاع استراتيجي مهم وخطير جدا على ايران بالوصول الى ممر (زانجيزور ) وهو الممر الاستراتيجي الذي سيمنح دولة أذربيجان حرية الوصول ودون عوائق إلى جمهورية ناخجوان المتمتعة بالحكم الذاتي ودون نقاط التفتيش الأرمنية عبر مقاطعة سيونيك في أرمينيا. وهنا ستكون الصاعقة التي ستقع على رأس النظام الايراني لأن وصول اذربيجان للممر الجيوسياسي زانجيزور من شأنه أن يربط تركيا ببقية العالم التركي عبر اذربيجان. وبالتالي “توحيد الدول التركية” وهذا من شأنه ان يُقلق روسيا ايضا . ومن وجهة نظر المراقبين الدوليين ان “ممر زانجيزور” ماهو الا أجندة قومية تركية، مستمدة من الفكرة الوحدوية القومية !
٣-بؤرة تصعيد وبأهداف قومية واثنية خطرة هي الاخرى من جهة الديموغرافية الكوردية الايرانية التي لديها تعاون لوجستي من جهة اكراد تركيا والعراق والغرب (بؤرة توتر أثنية وقومية ) وان هذا البرميل تفجر اصلا من خلال المظاهرات النسائية الاخيرة والتي تطورت الى مظاهرات عارمة وبمدن كثيرة أثر وفاة السيدة ( مهسا اميني ) التي اصبحت ايقونة الثورة من وجهة نظر اكراد ايران ولهم دعم اميركي وبريطاني وغربي. بحيث تفاعلت المعسكرات الكردية الايرانية في داخل العراق واصبح لها دور داعم لتلك المظاهرات ( الانتفاضة ) والعمليات داخل ايران بدعم من اكراد المنطقة ومن داخل العراق. بحيث وجهت ايران ضربات صاروخية لتلك المعسكرات ولازالت تنذر وتنذر الحكومة العراقية بتفريغ تلك المعسكرات او تتوغل ايران عسكريا وهي التي سوف تغلقها .وهنا ستكون كارثة وخلط اوراق خطيرة في العراق والمنطقة !
٤-بؤرة التصعيد القومية العربية من جهةٍ الاحواز ( عربستان ) والتي نسميها الأخطر كونها أيضا جغرافية قومية عربية واسعة جدا، وغنية للغاية وتشكل عصب الاقتصاد الايراني. وان بريطانيا والغرب يعمل على فصلها عن ايران منذ سنين طويلة. لا بل لدى بريطانيا سناريو جاهز لربطها بالكويت والبصرة لتكون قاعدة انطلاق اقتصادية عظيمة لبريطانيا نحو زعامة العالم .وهناك دعم اميركي لهذا السيناريو . وان سكوت بريطانيا وامريكا عن مد خط سكك الحديد من ايران نحو البصرة اخيرا لكي تستفيدان من هذا الخط السككي في حالة تفجير برميل البارود في اقليم الاحواز .وفي حالة نجاح بريطانيا وامريكا بفصل عربستان وانضمامها للتحالف الاميركي البريطاني .
٥-برميل أو بؤرة المياه الدولية ومضيق هرمز والذي تعمل على خطفة الولايات المتحدة الاميركية من ايران واجبارها على الانكفاء للداخل الايراني، والاستيلاء على الشواطىء الايرانية. وهذه البؤرة تعمل عليها واشنطن بشكل تدريجي وتتقدم فيها رويدا رويدا و تدعمها بريطانيا واسرائيل والغرب وكندا ودول الخليج. وتعتبر واشنطن هيمنتها على مضيق هرمز هو الذي سيبقيها زعيمة مؤثرة على العالم والصين اقتصاديا ولوجستيا . فهي تعتبر اي واشنطن هيمنتها على مضيق هرمز يعني نصرها المزدوج على الصين وايران، ومن ثم على التحالف الروسي الصيني الايراني الصاعد. وان الاحداث المتكررة في تلك المنطقة وخليج عمان جميعها مرتبطة بهذا البرميل وهذه البؤرة !
٦-برميل بارود الداخل أو ( بؤرة الداخل الايراني ) والذي أخذ بالتصاعد الخطير منذ وفاة مهسا أميني .هذا البرميل خطير جدا على النظام الايراني وحسب كلمة رئيس الوزراء البريطاني المشهور تشرشل عندما قال ( طلقة في الداخل تعادل مدفعية على الحدود ). والاخطر عندما دخلت اسرائيل على الخط من خلال تحريك خلاياها وجواسيسها داخل المشاريع الاستراتيجية والنووية في ايران ،ومن خلال اختراق المؤسسات الامنية ولأول مرة ( وساعدها في ذلك الوضع الاقتصادي الذي يمر به الشعب الايراني بسبب الحصار الأميركي على ايران ) وهنا نحن نسمع ونقرأ ففي كل مرة تعلن الاستخبارات في ايران انها فككت مخطط اسرائيلي ،او اعتقلت مجموعات تعمل لصالح اسرائيل، او مسكت مسؤولين او موظفين كبار يعملون للغرب وإسرائيل
