تاريخ ومزارات

متحف حلب الوطني.. شاهد على تاريخ وحضارة سوريا

دعاء رحيل

متحف حلب الوطني هو أحد أهم المتاحف الآثرية في سوريا والعالم، فهو يضم كنوزاً من الشواهد الأثرية التي تعكس تاريخ محافظة حلب والحضارات التي مرت بها منذ آلاف السنين. تأسس المتحف عام 1931 في مدينة حلب، وانتقل إلى مبناه الحالي عام 1966، والذي يتميز بواجهته المستوحاة من قصر تل حلف القديم.

ينقسم المتحف إلى أربعة أجنحة رئيسية هي: جناح الآثار السورية القديمة، جناح الآثار القديمة، جناح الآثار العربية والإسلامية، وجناح الفن الحديث. كما يضم المتحف باحة داخلية وخارجية تعرض بعض المنحوتات والتماثيل والأعمدة والأبواب والشبابيك من مختلف العصور.

عصور ما قبل التاريخ

في جناح الآثار السورية القديمة، يمكن للزائر أن يشاهد مجموعة من المقتنيات التي ترجع إلى عصور ما قبل التاريخ، مثل الأدوات الحجرية والعظامية والخزفية، وكذلك إلى عصور البرونز والحديد، مثل المجوهرات والأسلحة والأواني والأختام والأقنعة والأصنام. من أبرز المعروضات في هذا الجناح هي لوحات تل حلف التي تصور مشاهد من حياة الملك زمريليم وزوجته شبتيلو في القرن التاسع قبل الميلاد.

في جناح الآثار القديمة، يمكن للزائر أن يشاهد مجموعة من المقتنيات التي ترجع إلى فترات التأثيرات الهيلينية والرومانية والبيزنطية على سوريا، مثل المنحوتات والفسيفساء والعملات والزجاج والعطور. من أبرز المعروضات في هذا الجناح هي نصب زودس بابيلوس، أول نصب روماني في سوريا، والذي يعود إلى عام 9 قبل الميلاد.

في جناح الآثار العربية والإسلامية، يمكن للزائر أن يشاهد مجموعة من المقتنيات التي ترجع إلى فترات الخلافة الإسلامية والدول المستقلة في سوريا، مثل المصاحف والخطوط والخزف والخشب والعاج والبرونز. من أبرز المعروضات في هذا الجناح هي قطعة من سورة يس بخط كوفي على جلد غزال، تعود إلى عام 94 هـ/713 م.

في جناح الفن الحديث، يمكن للزائر أن يشاهد مجموعة من المقتنيات التي ترجع إلى فترات مختلفة من التاريخ المعاصر لسوريا، مثل لوحات فنية وصور فوتوغرافية وأغراض شخصية لشخصيات بارزة، من أبرز المعروضات في هذا الجناح هي لوحة “أطفال حلب” للفنان فائق حسّان.

مقتنيات المتحف

إضافة إلى ذلك، يضم المتحف باحة داخلية تستضيف بعض التابوتات والأغطية التابوتية من عصور مختلفة، بالإضافة إلى نافورة زخارفها تشير إلى فترة صلاح الدين، كما يضم المتحف باحة خارجية تستضيف بعض التماثيل والأبواب والشبابيك من عصور مختلفة، بالإضافة إلى نافورة زخارفها تشير إلى فترة صلاح الدين.

وفي هذا الصدد قال مدير الحفريات الأثرية في سوريا ميشال مقدسي، يُعَدُّ متحف حلب الوطني رافدًا ثقافي لسورية بشكل عام، ولا حافظة حلب بشكل خاص، فهو يحفظ ويعرض آثاراً تمثل مراحل متعددة من التطور الإنساني والحضاري في هذه المنطقة. كما يسهم المتحف في نشر الوعي والمعرفة بالتراث السوري والإنساني، ويشجع على حماية وصون هذا التراث من التهديدات والأضرار. يعتبر متحف حلب الوطني وجهة سياحية وثقافية مهمة للزوار المحليين والأجانب، الذين يستمتعون بمشاهدة مجموعاته الغنية والمتنوعة، والتي تروي قصصاً عن مدينة حلب وسوريا والشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى