المزيد

العبور الذي غير وجه التاريخ.. خالد بن الوليد يشق قلب الصحراء نحو المجد

في صيف العام الثالث عشر للهجرة ومع بداية انتشار رايات الإسلام في العراق والشام أرسل الخليفة أبو بكر الصديق جيشًا، بقيادة خالد بن الوليد ضم ثمانية عشر ألف مقاتل لفتح العراق، وفي الوقت نفسه جهز أربعة جيوش أخرى بثلاثين ألف مقاتل للتوجه إلى الشام ومواجهة الإمبراطورية الرومانية.

من هو خالد بن الوليد

حقق خالد انتصارات متتالية في العراق رغم قلة عدد جيشه، بينما واجهت الجيوش الإسلامية في الشام صعوبات كبيرة أمام جيوش الروم، مما أثار قلق الخليفة في المدينة المنورة فقرر التدخل وأصدر أمرًا عاجلًا إلى خالد بالتوجه من العراق إلى الشام لإعادة التوازن وتحقيق النصر.

وقف خالد بن الوليد على أطراف الحيرة يتأمل صحراء واسعة ممتدة كبحر من الرمال، لم يتردد واختار الطريق الأصعب والأكثر خطرًا طريق لم يسبق لأحد أن اجتازه مسار صحراوي يمتد من الحيرة إلى بصرى وسط بادية الشام دون ماء أو ظل.

اختار خالد دربًا ثالثًا بدلًا من الطرق التقليدية فأحضر دليلًا خبيرًا بالصحراء وأمر الجنود بجمع كل قطرة ماء يمكنهم حملها حتى ملأوا بطون الإبل بالماء لاستخدامها كمصدر حياة في الطريق.

مع أول ضوء للفجر انطلق الجيش نحو المجهول ألفا مقاتل واجهوا لهيب الشمس ورياح الصحراء وغياب المياه لكن خالد قادهم بثقة ووزع الماء بدقة وأبقى الأمل حيًا في قلوبهم.

اجتاز الجيش وادي السرحان ثم سوى ثم تدمر حتى لاحت لهم خضرة الغوطة بعد مسيرة دامت خمس ليال أو أكثر وصل المقاتلون إلى بصرى وهم منهكون لكنهم أقوياء كالحديد كانت المفاجأة صاعقة للروم الذين لم يتوقعوا قدوم هذا الجيش من قلب الصحراء.

قاد خالد بعدها سلسلة معارك حاسمة فتحت أبواب الشام، ومهدت لانتصار المسلمين في معركة اليرموك وغيرت موازين القوى في المنطقة.

عبور خالد بن الوليد للصحراء لم يكن مجرد رحلة عسكرية بل كان درسًا في الشجاعة والعبقرية والإيمان الراسخ حول المستحيل إلى حقيقة وخلد اسمه في كتب التاريخ كقائد لا يعرف المستحيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى