حكاية السيدة ذات الخواتم.. هربت بذهبها فحصلت على هذا اللقب

في مدينة هيركولانيوم الرومانية، التي طمرها ثوران بركان فيزوف عام 79 ميلادي، تم العثور على هيكل عظمي يعرف باسم “السيدة ذات الخواتم”، وهو من أكثر الاكتشافات إثارة وتأثيرًا، بحسب ما أورده موقع صحيفة “GreekReporter”.
حكاية السيدة ذات الخواتم
وقد أطلق هذا اللقب عليها لكثرة الخواتم الذهبية والمجوهرات التي كانت تزين جسدها لحظة وفاتها، ما يدل على أنها كانت تنتمي لطبقة أرستقراطية أو ذات ثراء كبير.
مأوى تحول إلى فخ مميت
وفي هذا الإطار، كشفت الحفريات الأثرية عام 1982 عن بقايا نحو 300 شخص في قبور حجرية على الواجهة البحرية القديمة، وكان من بينهم “السيدة ذات الخواتم”. هؤلاء لجأوا إلى قوارب حجرية قرب الشاطئ فرارًا من الحمم، إلا أنهم لقوا حتفهم بسبب الحرارة الفائقة الناتجة عن تدفقات الحمم البركانية الفتاتية، التي بلغت نحو 500 درجة مئوية، ما أدى إلى تفحم الأجساد وموتهم شبه الفوري، على عكس ضحايا بومبي الذين غطاهم الرماد.
رموز الأمل والمكانة
كما تفترض بعض التحليلات الأثرية أن هذه المرأة ربما كانت تأمل في النجاة، فأبقت على حليها الثمينة لتهرب بها إن سنحت الفرصة، ما يعكس سلوكًا بشريًا غريزيًا في التمسك بالثروة والمكانة حتى في اللحظات الحرجة، وقد يكون ذلك دليلاً على قلة وعي السكان بخطورة البركان، أو على التشبث الأخير بالكرامة والمكانة.
وتشير التحليلات إلى أن عمر “السيدة ذات الخواتم” كان يتراوح بين 45 و50 عامًا عند وفاتها، وقد أظهرت بعض بقاياها علامات بسيطة على التهاب المفاصل، مما يتناسب مع مظاهر التقدم بالعمر، لكنها بدت في صحة عامة جيدة نسبيًا.
صورة من حياة النخبة الرومانية
يعكس هذا الاكتشاف حياة الطبقة العليا في هيركولانيوم، ويظهر كيف كانت المجوهرات تستخدم كرمز للطبقة الاجتماعية، حتى في لحظات الكوارث، كما تعد حليها المذهلة شاهدًا على براعة الرومان في الحرف اليدوية وتمسك النخب بمكانتها.
ورغم أن هيركولانيوم كانت أقل شهرة من بومبي، فإنها لعبت دورًا مهمًا كمدينة مزدهرة على خليج نابولي، وقد تم العثور فيها على مخطوطة يونانية قديمة تضررت بفعل الانفجار، ونجح فريق من الطلاب باستخدام الذكاء الاصطناعي في فك أكثر من 2000 حرف منها، لتبقى هذه المدينة شاهدًا حيًّا على التقدم والمعاناة في آنٍ واحد.



