المزيد

جمال اسعد يكتب: التجويع وميناء غزة.

جمال اسعد يكتب: التجويع وميناء غزة.

لا شك أن عملية طوفان الأقصى وما استتبعها من ممارسات غير إنسانية أو قانونية أو أخلاقية من الكيان الصهيونى ومن هم وراؤه كانت قد كشفت المستور وكذبت الادعاءات وأسقطت الأساطير. فالعالم الحر أدرك أن الاستعمار الجديد المتدثر وراء الشعارات الاستعمارية الحديثة التى تدعى دائما أنها تحافظ على  الديمقراطية وترعى حقوق الإنسان والأقليات وتعمل على تقدم الشعوب. أدرك أن هذه شعارات جوفاء ومبررات كاذبة وادعاءات ساقطة لا تسعى لغير السيطرة والاستحواذ على مقدرات الشعوب وإمكانات الأمم. ولا أدل على ذلك غير تلك الهجمة الاستعمارية الشرسة وغير المسبوقة من أمريكا والغرب فى مساندة إسرائيل بعد ٧ أكتوبر. والتى تمثلت فى الزيارات السيادية لرؤساء الغرب وحشد تلك الإمكانات المادية والعسكرية والسياسية والتى تجسدت فى استعمال الفيتو ضد قرار وقف الحرب. الحرب التى أتت على الأخضر واليابس فهدمت الحجر وأبادت البشر بهدف القضاء على الشعب الفلسطينى حتى لا يكون هناك وجود لدولة فلسطينية. وعندما تغير ميزان الرأى العام الشعبى وبعض الرسمى العالمى فى رفض تلك الممارسات غير الإنسانية يحاولون الآن رفع التصريحات ونشر الشعارات  المتغيرة والانتهازية والبراغماتية التى تدعى الان مطالبة اسرائيل بعدم الاعتداء على المدنيين مع استمرار القتال وبزيادة دخول المعونات الأساسية والحياتية لغزة!!! حتى إننا شاهدنا تلك المشاهد الهزلية فى إلقاء الأغذية من الجو مما أنتج عشرات القتلى والجرحى من الجوعى الذين حرموا من لقمة تقوت أو ماء أو دواء!! فى الوقت الذى تقوم فيه إسرائيل بقتل الجوعى عندما يتسابقون وراء لقمة عيش. والأغرب والأدهش وهذا ليس بغريب عليهم. نجد بايدن الذى يفتخر بصهيونيته والذى يحاول الهروب من سقوطه القادم فى الانتخابات الأمريكية يعلن فى خطاب الاتحاد أن أمريكا ستقوم بإنشاء ميناء بحرى على ساحل المتوسط فى غزة خلال ستين يوما عن طريق ألف جندى أمريكى لتوصيل ثلاثة ملايين وجبة للفلسطينيين عن طريق قبرص!!!!
وهنا يتوجب السؤال. إذا كانت إنسانية بايدن الصهيونية قد ألحت عليه وقد انفطر قلبه على الجوعى. لماذا لم يجبر إسرائيل على السماح بدخول المساعدات عن طريق معبر رفح المفتوح طوال الوقت وهذا أكثر إتاحة من قبرص؟ خاصة أن الميناء سيتم بناء على موافقات إسرائيلية وستقوم إسرائيل  بالتفتيش الدقيق لكل ما سيدخل غزة؟ !!! وما هو الهدف من هذا أهو الجانب الإنسانى فقط؟ لذا كان يجب عدم الاعتراض على وقف إطلاق النار؟ فلا غذاء ولا دواء فى ظل قتال شرس غير إنسانى. أم وهذا هو الأهم أن هذا الميناء سيكون كعب أخيل لمزيد من السيطرة على غزة وعلى المنطقة؟ فما سيحدث هو أسقط أى سيادة فلسطينية على أرض فلسطين، خاصة أن الأنظار متجهة للسيطرة على البترول والغاز القابع تحت مياه غزة!! كما أن الأهم هو أن المرء لا يستطيع رفض عمل فى ظاهره الإنسانية لشعب جائع يعيش موت الحياة. هنا هل يمكن أن نقول إن هذا تنفيذ التفافى لتحقيق المخطط الاسرائيلى للتهجير إلى قبرص ومنها إلى تلك الدول التى أعلنت موافقتها على استقبال الشعب الفلسطينى مساهمة فى إسقاط القضية!! الأمور تزداد خطورة. فهل هناك ما يعى؟ إن الهدف هو السيطرة والاستحواذ على مجمل المنطقة بكل إمكاناتها الجغرافية والاقتصادية والسياسية والبشرية. انتبهوا يرحمكم الله. حمى الله مصر وشعبها العظيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى