راكية النار وتناول الفواكه المجففة.. هكذا يواجه بدو سانت كاترين البرد في فصل الشتاء
دعاء رحيل
يتميز كل مجتمع بعادات وطقوس مختلفة عن المجتمعات الأخري، حيث أن هناك تقاليد خاصة لدى الجميع في فصل الشتاء ، بينما لبدو مدينة سانت كاترين طقوس هي الأغرب إذا ما تم مقارنتها بطقوس باقي مواطني جمهورية مصر العربية خاصة أثناء تعرض البلاد لموجة من الطقس البارد أو سقوط الأمطار التي تصل إلى حد السيول وتعرض المدينة المقدسة إلى موجة من الثلوج كالتي تحدث كل عام.
تفاعل أهالي سانت كاترين مع هذا المناخ
وفي هذا السياق قال الجيولوجي محمد قطب، مدير عام محميات سيناء، أنه نظرًا لموجة الطقس السيئ والتحذيرات الصادرة من الجهات الرسمية، وحرصًا علي زوار مدينة سانت كاترين فقد تقرر عدم السماح أو التجوال بالمناطق الجبلية ذات الوعورة أبرزها “جبل موسي” ومناطق أودية التلعة وجبال ووادي الأربعين تحسبًا لتساقط الجليد المتوقع أو حدوث أمطار غزيرة قد تصل إلي حد السيول بينما باقي مناطق محمية سانت كاترين مفتوحة للزيارة مثل بعض الوديان كالشيخ عواد والشيخ عطية.
كما أشار “قطب” إلى أن سانت كاترين تقع ضمن المناطق الجافة المرتفعة عن سطح البحر حيث يصل ارتفاعها إلي مايقرب من 1600 متر فوق سطح البحر وهي محاطة بقمم جبلية شاهقة الارتفاع أشهرها قمة جبل سانت كاترين وهي أعلى قمة جبلية في مصر يصل ارتفاعها 2641 مترًا فوق سطح البحر. منوها “قطب” إن سانت كاترين تتميز بانخفاض نسبي في درجات الحرارة في أغلب شهور السنة عن باقي أنحاء الجمهورية وتصل أحيانًا إلي مادون الصفر بينما في فصول الصيف لاتزيد على 28 ولا تقل عن 25 درجة مؤية ومن خلال تفاعل أهالي سانت كاترين مع هذا المناخ منذ عشرات السنين أصبحوا يشعرون بتميزهم بهذا المناخ غير الموجود على مستوى الجمهورية|، رغم أن المياه تتجمد أحيانًا في المواسير وبفعل التطور والحداثة قاموا بالتفاعل مع هذا المناخ الصعب لدرجة أنه أصبح سهلًا بالنسبة لهم .
بداية فصل الشتاء
وفي سياق متصل قال شيخ قبيلة سانت كاترين ومستشار الدير أحمد أبوراشد الجبالي ، أننا تعودنا على انخفاض درجات الحرارة منذ زمنٍ بعيد، لذلك نقوم في بداية فصل الشتاء بتجهيز كل ما نحتاج إليه خلال فترة الشتاء سواء من الحطب أو المواد التموينية لأنه أحيانا تسقط السيول وتنقطع الطرق لأكثر من يومين وهناك أودية كثيرة يصعب الوصول إليها وفي حالة تساقط الثلوج يصعب على السيارات دخولها أبرزها وادي الشيخ عواد ووادي الاسباعية وأبوسيلا ووادي الأربعين ووادي جبال.
وأكد ” أبوراشد ” أنه وفقا لما تعودنا عليه خلال فصل الشتاء نهتم بالأغذية التي تعطي جسم الإنسان طاقة وفيتامينات مثل الفواكه المجففة والتمور وزيت الزيتون حتى يستطيع الجسم الحصول علي الطاقة المناسبة له ودائمًا ما نستخدم “السمن الشيحي” وهو عبارة عن ألبان الماعز يتم استخلاص السمن منها وإضافة عشب الشيح إليها في فصل الربيع لاستخدامها في فصل الشتاء، حيث يحافظ على حرارة جسم الإنسان ويعطيه الاحساس بالدفء ويقيه من البرودة .
ونوه “أبو راشد” أنهم يحرصون دائمًا خلال فصل الشتاء على احتساء المشروبات الجبلية مثل البردقوش والحبق وهما المفضلان لدي البدو في فصل الشتاء، موضحا “أبو راشد”: “بعد أن نقوم بتجهيز الحطب من أشجار السيال وأشجار الفواكه يتم استخدامها في المنقد أو راكية النار وهناك من البدو من يضع راكية النار في غرفة مخصصة للتدفئة وهي غرفة سقفها من جذوع النخل أو الأخشاب التي تحتفظ بالحرارة في فصل الشتاء وأرضية الغرفة من الرمال وهي لها مفعول السحر في الاحتفاظ بالحرارة وتصنع الحوائط من الطوب الرملي أو الطفلة الناتجة عن السيول ويتم تغطية الحوائط بالطفلة الناتجة عن السيول ويتم تجهيز الغرفة بالأبواب القصيرة حيث يصل طول الباب متر و60 سنتيمترا والشبابيك نصف متر وهذا للحفاظ على درجة حرارة الغرفة.