منوعات

لهجة العنعنة: ظاهرة لغوية قديمة تنتشر في بعض القبائل العربية الحديثة

كتبت: رانيا سمير

لهجة العنعنة هي ظاهرة لغوية تتمثل في إبدال الهمزة المفتوحة عيناً، وهي لهجة قديمة تعود إلى بعض القبائل العربية القديمة، مثل قبيلتي تميم وأسد. ولقد ذكرها ابن فارس في كتابه “الصاحبي في اللغة”، حيث قال: “فقلبهم الهمزة في بعض كلامهم عيناً. يقولون: “سمعتُ عَنَّ فلاناً قال كذا” يريدون “أَنَّ”.

ولقد انتشرت ظاهرة العنعنة في بعض اللهجات العربية الحديثة، مثل لهجة أهل الصعيد في مصر، وبعض لهجات البوادي في السودان. وفيما يلي بعض الأمثلة على العنعنة في هذه اللهجات:

  • مصر: “العَنَّا” بدلاً من “الأَنَّ”، “العَنَّة” بدلاً من “الأَنَّة”، “العَنَّس” بدلاً من “الأَنَّس”، “العَنَّة” بدلاً من “الأَنَّة”.
  • السودان: “العَنَّجَة” بدلاً من “الأَنَّجَة”، “العَنَّقَة” بدلاً من “الأَنَّقَة”، “العَنَّة” بدلاً من “الأَنَّة”.

وهناك بعض التفسيرات للظاهرة منها:

  • تفسير صوتي: يذهب بعض اللغويين إلى أن العنعنة هي نتيجة لحركة الهمزة المفتوحة إلى الأمام، مما يجعلها تشبه العين صوتاً.
  • تفسير لغوي: يذهب بعض اللغويين إلى أن العنعنة هي نتيجة لتأثير لهجات أخرى غير العربية، مثل لهجات بعض القبائل غير العربية التي كانت تعيش في شبه الجزيرة العربية.

 

العوامل التي تساهم في انتشار العنعنة

تساهم عدة عوامل في انتشار ظاهرة العنعنة، منها:

  • العوامل التاريخية: تعود ظاهرة العنعنة إلى بعض القبائل العربية القديمة، مثل قبيلتي تميم وأسد. ولقد انتشرت هذه الظاهرة في المناطق التي كانت تسكنها هذه القبائل، مثل مصر والسودان.
  • العوامل الاجتماعية: تساهم العادات والتقاليد الاجتماعية في الحفاظ على ظاهرة العنعنة. ففي بعض المناطق، يعتبر الكلام بالععننة علامة على الانتماء إلى المنطقة أو القبيلة.
  • العوامل اللغوية: تساهم بعض العوامل اللغوية، مثل حركة الهمزة المفتوحة إلى الأمام، في سهولة حدوث ظاهرة العنعنة.

الموقف من العنعنة

يختلف الموقف من ظاهرة العنعنة بين المتحدثين بالعربية الفصحى. فبعضهم يعتبرها ظاهرة غريبة وخاطئة، بينما يعتبرها البعض الآخر ظاهرة طبيعية لها جذورها التاريخية.

وهناك بعض الأصوات التي تطالب بضرورة القضاء على ظاهرة العنعنة، وذلك بهدف الحفاظ على وحدة اللغة العربية الفصحى. إلا أن هذا الموقف يواجه بعض الصعوبات، حيث أن ظاهرة العنعنة منتشرة بشكل واسع في بعض المناطق، وتعتبر علامة على الانتماء إلى هذه المناطق أو القبائل.

وعلى الرغم من أن العنعنة قد تبدو ظاهرة غريبة بالنسبة إلى بعض المتحدثين بالعربية الفصحى، إلا أنها تعد ظاهرة لغوية طبيعية لها جذورها التاريخية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى