موقع روسي.. جورجيا رفضت فرض عقوبات على روسيا لأسباب اقتصادية
دعاء رحيل
نشر موقع “نيوز ري” الروسي تقرير يفيد بأن جورجيا رفضت فرض عقوبات على روسيا لأسباب اقتصادية، كما أكد التقرير أن سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف دعا إلى فتح “جبهة أخرى” ضد روسيا، دون أن يخفي حقيقة تعليقه آمالا، خاصة على جورجيا التي تجاهلت دعوته، حسب الموقع.
وأفاد التقرير بأن دانيلوف ندد عبر التلفزيون المحلي بما اعتبره “الموقف الحيادي” للعاصمة الجورجية تبليسي، إذ رفضت سلطات جورجيا فرض عقوبات معادية لروسيا لأسباب اقتصادية، وذلك بالنظر إلى تزايد المبادلات التجارية بين البلدين على أساس سنوي ليصل حجمها إلى 1.6 مليار دولار العام الماضي.
كما تستأثر روسيا بنسبة 12% من الصادرات الجورجية، وهي مؤشرات مهمة لبلد يبلغ تعداد سكانه 3 ملايين و730 ألف نسمة، ومع ذلك، يعتقد دانيلوف أن “موقف جورجيا غير مناسب”، وأن المواجهة مع موسكو تتجاوز حدود العلاقات الاقتصادية.
استياء في جورجيا
فيما ذكر الموقع أن موقف المسؤول الأوكراني أثار استياء المحلل السياسي الجورجي أركيل سيخاروليدزي الذي عبر في مقابلة له عن أسفه للشعب الأوكراني لوجود مثل هؤلاء الأشخاص في قيادة بلادهم.
وأوضح أركيل، “الأراضي المتنازع عليها” أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية اللتين اعترفت روسيا باستقلالهما، أكد سيخاروليدزي أن السلطات الجورجية والمعارضة توصلتا إلى توافق منذ فترة طويلة يقتضي إدماجها سلميا على أساس المصالحة بين جميع الأطراف في جورجيا وأوسيتيا الجنوبية وأبخازيا.
ولفت التقرير إلى أن تصريحات المسؤول الأوكراني -التي دعا فيها جورجيا لاستعادة أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية و”فتح جبهة أخرى” ضد روسيا- لم تثر ردود فعل عنيفة بين السياسيين الجورجيين الذين اكتفى بعضهم بالتطرق إلى هذا الموضوع على مواقع التواصل دون مناقشته على وسائل الإعلام.
غير مقبول أخلاقيا
وفي هذا الصدد قال القيادي في حزب الحلم الجورجي الحاكم ميخائيل سارفيلادزه إن الصراعات الجديدة في خريطة مجال ما بعد الاتحاد السوفياتي “لن تساعد أوكرانيا ولا تمثل حلا لأزمتها، وفتح الجبهات والتصعيد غير مرغوب فيهما على أي حال”.
كما وصف النائب المعارض ساندور راكفياشفيلي بيان المسؤول الأوكراني بأنه “غير مقبول أخلاقيا”.
ومن جهته أكد تورنيك شاراشينيدز خبير العلوم السياسية في تبليسي في مقابلة له أن السلطات الجورجية تراقب عن كثب الوضع في أوكرانيا وتقيّم ما يحدث، ولن ترد بحدة على مثل هذه التصريحات بالنظر إلى الوضع في أوكرانيا، كما أن جورجيا لا ترفض استعادة مناطق الحكم الذاتي ولكن ليس بالطرق العسكرية.
معنى أعمق
من ناحية أخرى أشار ألكسندر تشيلين الخبير العسكري ومدير مركز موسكو للدراسات الاجتماعية التطبيقية -وفقا للتقرير- إلى أن إدانة بعض النواب الجورجيين بشكل فردي دعوة المسؤول الأوكراني والتزام السلطات الصمت يجب ألا يفهما على أنهما دليل على وجود قطيعة بين تبليسي وكييف.
كما أضاف تشيلين أن نداء المسؤول الأوكراني يحمل في طياته معنى أعمق مما فهمته تبليسي أو ربما تظاهرت السلطات الجورجية باعتبار ذلك دعوة مباشرة لمهاجمة القواعد الروسية في كل من أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، ويمكن اعتبار دعوة كييف لفتح “جبهة أخرى” إشارة إلى القوات المناهضة لروسيا لتوحيد صفوفها.
وأشار الخبير إلى أن خطط الغرب تشمل أيضا تحييد منظمة الأمن الجماعي التي تصوت دولها الأعضاء “ضد روسيا” في الأمم المتحدة.
وأوضح التقرير أن “المؤامرة المعادية لروسيا” فكرة بعيدة عن الواقع، وحتى مع وجود قوى راديكالية في العديد من الجمهوريات السابقة للاتحاد السوفياتي فإن جزءا من هذه المجتمعات لا تزال موالية لروسيا باستثناء أوكرانيا ودول البلطيق.