حوارات و تقارير
آلاف السياح الروس يحصدون تبعات غزو بلادهم على أوكرانيا
دعاء رحيل
تقطعت الطرق بآلاف السياح الروس في المنتجعات الشاطئية في تايلند بسبب حرب بلدهم على أوكرانيا، وصار الكثير منهم غير قادرين على دفع فواتيرهم أو الرجوع إلى ديارهم بسبب العقوبات المفروضة على روسيا وإلغاء الرحلات الجوية.
وتمثل روسيا الرافد الأول للسياحة في تايلند، التي تهدف إلى تعافي هذا المورد الاقتصادي الرئيسي لها بعد جائحة كورونا، ومن ثم استقبلت أكبر عدد من السياح الروس مقارنة بباقي الدول الأوروبية.
وعلى حسب ما ذكرته وزارة الصحة العامة التايلندية، شكل حوالي 17 ألفا و599 روسيًّا أكبر كتلة من الوافدين في فبراير/شباط الماضي، بنسبة 8.6% من إجمالي عدد السياح الوفدين في الشهر نفسه والبالغ 204 آلاف سائح، لكن “العدد انخفض بشكل كبير بعد الحرب التي بدأتها روسيا على أوكرانيا يوم 24 فبراير/شباط الماضي”.
إلغاء رحلاتهم
وفي هذا الصدد أكد رئيس هيئة السياحة في تايلند يوثاساك سوباسورن إن هناك حوالي 6500 سائح روسي و100 سائح أوكراني عالقون في فوكيت وسورات وكرابي وباتايا، وهي 4 مقاطعات تعد وجهات سياحية شهيرة على شاطئ البحر.
ونوه سوباسورن، أن الروس يواجهون مشكلتين رئيسيتين هما: إلغاء رحلاتهم إلى الوطن من قبل شركات الطيران التي توقفت عن السفر إلى روسيا، وتعليق الخدمات المالية لا سيما من قبل شركات بطاقات الائتمان التي انضمت إلى العقوبات المفروضة على موسكو.
ولفت سوباسورن إلى أن هناك بعض شركات الطيران التي لا تزال تطير إلى روسيا، مضيفا أنه يتعين على المسافرين العبور إلى بلد آخر، وقال إن بلاده تحاول التنسيق والبحث عن الرحلات الجوية لهم.
وفي حين تم وقف جميع الرحلات الجوية المباشرة تقريبا من روسيا، قال سوباسورن إن “الاتصالات متوفرة من خلال شركات النقل الكبرى الموجودة في الشرق الأوسط، والجهود تبذل أيضا لإيجاد طرق بديلة للسياح الروس”.
عجز عن دفع التكاليف
ومن جهته قالسيوابورن بونوانج، المترجم المتطوع للروس الذين تقطعت بهم السبل في مقاطعة كرابي، فيقول إن البعض لا يمكنهم دفع فواتيرهم لأنهم لم يعد بإمكانهم استخدام بطاقات الائتمان “فيزا” (Visa) أو “ماستركارد” (Mastercard)، مضيفا أن الكثير لديهم أموال نقدية، ولا يزال بإمكان أولئك الذين لديهم بطاقات ائتمان “يونيون باي” (UnionPay) -التي تصدرها شركة خدمات مالية صينية- استخدامها، لكن الدفع عن طريق العملة المشفرة غير مسموح به.
وكشف أن الكثير من الفنادق ساعدت من خلال تقديم أسعار مخفضة، كما عرضت الحكومة التايلندية تمديد التأشيرة لمدة 30 يوما مجانا، وتحاول إيجاد سكن بديل منخفض التكلفة للأشخاص الذين أجبروا على البقاء لمدة طويلة.
كما ضاعفت المشاكل المرتبطة بالحرب في أوكرانيا آمال تايلند في الانتعاش الاقتصادي، ويأمل المسؤولون في رؤية خطر جائحة كورونا ينحسر بحلول يوليو/تموز المقبل، على الرغم من أن حالات الإصابة اليومية بـ”أوميكرون” (Omicron) وصلت حاليا إلى مستويات قياسية.
فيما تتوقع السلطات التايلندية إلغاء معظم لوائح الحجر الصحي والاختبار التي كانت سارية لمكافحة انتشار الفيروس في وقت لاحق من هذا العام، مما سيجعل الدخول أسهل للمسافرين الأجانب.
وذكرت صحيفة “بانكوك بوست” (Bangkok Post) عن يوثاساك قوله “إن تايلند ربما تضطر إلى تقليل أهدافها الخاصة بالسياح الوافدين والإيرادات هذا العام بسبب الآثار غير المباشرة لارتفاع أسعار النفط والتضخم على السفر العالمي”.
كما أضاف “لا تزال السياحة محركا رئيسيًا لإنعاش اقتصادنا، على الرغم من تعثر الإيرادات بسبب العوامل السلبية”. ووفقا لتقرير الصحيفة توقعت تايلند تحقيق 1.28 تريليون بات (38.4 مليار دولار) من العائدات هذا العام من السياح الأجانب والمحليين.