قتيبة بن مسلم ..فاتح الصين ومنقذ القبائل العربية في خراسان
دعاء رحيل
يعد قتيبة بن مسلم هو أحد كبار القادة المسلمين وفاتح المشرق الإسلامي، فلُقب بكبير المجاهدين وعملاق الفتوح.. وصل حتى حدود الصين، وأسلم على يديه العديد من الشعوب، والذي أصبح اسمه علماً على الفاتحين المسلمين، لدرجة أن البعض لقَّب طارق بن زياد فاتح الأندلس باسم “قتيبة المغرب”.
وأصله هو قتيبة بن مسلم بن عمرو بن حصين بن ربيعة الباهلي، يرجع نسبه إلى قبيلة باهلة، التي كانت من القبائل المجهولة عند العرب قبل قدوم الإسلام.
كان موطن رأس قتيبة بن مسلم في العراق سنة 48 هـ، وقد كان والده مسلم بن عمرو من أصحاب مصعب بن الزبير إلي العراق في ذلك الحين.
شجاعته وبراعته
لفت قتيبة بشجاعته انتباه القائد المهلب بن أبي صفرة، الذي أوصى به والي العراق الحجاج بن يوسف الثقفي، فأخضعه الحجاج للكثير من الاختبارات التي أكدت بُعد نظر ابن أبي صفرة في حنكة ومهارة قتيبة.
مهارات قيادية
ثم ولَّاه عبد الملك بن مروان ولاية الري، التي أبلى فيها بلاء حسناً، فما كان من الحجاج إلَّا أن جعله والياً على إقليم خراسان في العام 86 هجرية.
لم يكن قتيبة بن مسلم قائداً عسكرياً فقط، بل عمل بعد تسلمه أمور الولاية على التخلص من الخلافات العصبية التي كانت تعصف بالقبائل العربية في خراسان، كما عمل على كسب ثقة أهل خراسان الأصليين، فأحسن إليهم، وقربهم، وعهد إليهم بالوظائف.
فتوحاته
مرت خطوات قتيبة بن مسلم في فتح بلاد ما وراء النهر بأربع مراحل:
المرحلة الأولى “86-87 هـ”
وفيها أخضع قتيبة بن مسلم إقليم طخارستان الواقع على ضفتي نهر جيحون.
المرحلة الثانية “87-90 هـ”
وفيها فتح قتيبة بن مسلم إقليم بخارى كله.
الثالثة “91-93 هـ”
وفيها أكمل قتيبة بن مسلم فتح حوض جيحون كله، وأتم فتح سجستان “92هـ”، وإقليم خوارزم “933هـ”، وتوج عمله بالاستيلاء على سمرقند.
المرحلة الرابعة “94-96 هـ”
وفيها عبر قتيبة بن مسلم نهر سيحون، وفتح الممالك السيحونية، ثم دخل أرض الصين، وتهيأ لفتح الصين لولا وفاة الحجاج بن يوسف الثقفي، والخليفة الوليد بن عبد الملك.
نشر الإسلام
استطاع قتيبة بن مسلم إدخال الإسلام إلى الصين ونشره فيها، وأسلم على يديه العديد إعجاباً بشجاعته وجهاده.
وفاته
انتقل قتيبة فاتح الصين إلى مثواها الأخير عام 715 م أي ما يوافق عام 96 هـ.