مسجد الأمير أزبك اليوسفي.. يتجاوز عمره الـ500
مسجد الأمير أزبك اليوسفى يقع في حارة أزبك المواجهة للمتنزه الواقع لصق الزيادة البحرية لجامع أحمد بن طولون بالقرب من منطقة السيدة زينب.
أنشأه في سنة 900 هجرية الموافق (1495م )، الأمير أزبك اليوسفى الذي كان من أكبر أمراء دولة المماليك الجراكسة ومن أعظم قادتها ومن البارزين في عصر السلطان قايتباى، وقد تقلب في عدة وظائف كبيرة حتى أصبح في عهد الملك الناصر محمد بن السلطان قايتباى مشيرا للمملكة.
وصفه .
وقد نُقش على مدخل المسجد ما نصه: “أمر بإنشاء هذه المدرسة العبد الفقير إلى الله تعالى المقر الأشرف الكريم العالي السيفي أزبك اليوسفي أمير رأس نوبة النواب الملكي الأشرفي بتاريخ شهر شعبان سنة خمس وتسعمائة”.
وجميع الكتابات سواء منها المحفورة فى الحجر أو الخشب تتضمن آيات قرآنية واسم المنشئ وتاريخ الإنشاء سنة 900 هجرية.
ويمتاز مسجد أزبك اليوسفي كأمثاله ممن المساجد التي بنيت في عهد دولة المماليك الشراكسة بالزخارف والكتابات بالخطوط العربية المختلفة، واجتمعت فيه شتى الصناعات والفنون الدقيقة، فنجارته الممثلة في المنبر وكرسى السورة، وأرضيه ووزراته الرخامية وأسقفه الخشبية، تدل على دقه ومهارة الفنانين والبنائين الذين قاموا ببناء هذا المسجد.
وقد بنى هذا المسجد على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد، إذ يتألف من صحن مسقوف بوسطه شخشيخة تحيط به أربعة إيوانات اثنان منها كبيران وهما إيوان القبلة والإيوان المقابل له، وأما الآخران وهما الجانبيان فصغيران. له وجهتان إحداهما بحرية والثانية شرقية، وبالأولى المدخل وبالطرف الغربي منها حوض لسقى الدواب وبقايا أبنية أخرى، وبالطرف الشرقي سبيل يعلوه كتاب، وتقوم إلى جانب المدخل منارة لا تختلف كثيرا عن المنارات التي شيدت في أواخر القرن التاسع الهجري ( أواخر الخامس عشر الميلادي) . وهى مكونة من دورتين تتكون كل منهما من مقرنصات جميلة وكانت تنتهى من أعلى بمسلة مخروطية وضعت مكان الجزء الأصلى فى العصر العثمانى أزالتها إدارة حفظ الآثار العربية فى سنة 1947م وأعادت بناء هذا الجزء العلوى كأصله، أى ثمانية أعمدة تحمل الخوذة وهو الشكل المألوف للمآذن المعاصرة.
وأرضية الصحن تعتبر من النماذج الجميلة للأرضيات الرخامية، ويحيط بإيوان القبلة وزرة من الرخام الملون، يتوسطها محراب رخامى بجواره منبر من الخشب دقيق الصنع، وبأعلاها شبابيك من الجص المفرغ المحلى بالزجاج الملون.
