المزيد

في العصرين المملوكي والعثماني.. تاريخ حرفة «اللبانين» بالقاهرة المحروسة

أميرة جادو

تعددت الحرف المرتبطة بالغذاء في مصر، ليس في منطقة أو حي واحد فقط ولكن في الدولة عامة، ومن بين هذه الحرف حرفة صناعة اللبن «اللبانين» والتي تعود إلى العصرين المملوكي والعثماني.

وتم ممارسة هذه الحرفة، داخل حوانيت أو قاعات مخصصة لهذا الغرض.

في العصر المملوكي

ووفقًا لما ذكرته الوثيقة رقم 389ج/ الأوقاف، هناك قاعة للبن داخل حي باب البحر تعود للعصر المملوكي، حيث كانت الألبان تستخرج من الجاموس والبقر والأغنام والإبل التي من مقتنيات الفلاح بالريف.

وفي ذلك الوقت كانت الجيزة من الأقاليم القريبة للقاهرة، لذلك يعتقد أن هذه الألبان كانت تأتي إلى هذه القاعات عن طريق هذه المناطق الريفية التابعة لإقليم الجيزة؛ حيث تأتي إلى مثل هذه القاعات لتباع بداخلها جملة واحدة، وبعد ذلك يتولى اللبان بيعها على الراغبين من أهل الحي.

في العصر العثماني

وجدت سويقة للبن كانت تقع بالقرب من خط الخشابين القريب من سويقة بني الوفا، والتي تضمنت على العديد من حوانيت بيع الألبان الواردة من الريف لتسويقها على المنازل وصناع الحلوى وغير ذلك.

وقد خضعت هذه الحرفة لرقابة المحتسب الذي كان يأمرهم بتغطية الأواني، وأن يكون المكان مبيضاً مبلطاً، مع العناية الدائمة بتغطية المحالب بغطاء للمحافظة على النظافة، ويلزمهم كل يوم بغسل المواعين، وينهاهم عن غش اللبن بالماء، ولا يستعملون في معاملاتهم إلا اللبن الحليب.

المصدر:

كتاب “أحياء القاهرة القديمة وآثارها الإسلامية” (حي باب البحر، ص 131- 132) للكاتب محمد الجهيني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى