عادات وتقاليد قبيلة حرب
عادات الزواج عند قبيلة حرب
.
بدايه ذكر الهمدانى أن قبيلة حرب كانت لاتزوج ولاتتزوج الا من قرشي او حربي وليس لغيرهم المصاهرة من قديم الزمان
عادات الزواج:
القاعدة العامة تفضيل الزواج من الأقارب وخاصة بنت العم والخال ، ومن الأمثال الشائعة التي تعزز هذه القيمة قولهم ( بنت عمك تجلي همك ) وقولهم ( إذا صاح المصيح تجري يمك ) وهذا يعني أن بنت العم خير من توفر السكينة والمودة لزوجها، وكانت هذه القاعدة قد تجلب الضرر للزوجين خصوصاً في وقتٍ كان من الصعب على طالب الزواج أن يجد زوجة تناسب عمره إذ كان عدد الفتيات مقارنة بالشباب قليل فكان الرجال يتشبثون بهذه القاعدة وقد يتزوج من ابنة عمه وهي تكبره بسنوات !
إذا وقع الاختيار على الفتاة المناسبة يرسل أهل الشاب ( السبيع ) لأهل الفتاة والسبيع رجل يرجى قبول طلبه لوجاهته وحتى لا يكون هناك حرج على والد الشاب إذا ما رفض ابنه، وغالباً يطلب ولي أمر الفتاة مهلة لمشاورة البنت وأسرتها ثم القبول أو الرفض، أما رؤية الخاطب لخطيبته فإنه أمر مرفوض تماماً ولكنه بدأ بالتراخي قليلاً خصوصاً أنه يخالف السنة، ومرحلة الخطوبة غالباً تحاط بالسرية.
أما المهور في المحافظة فيمكن القول بأنها معقولة وقد تزيد أو تنقص حسب القرابة والعلاقات بين الأسرتين، وعادة تُهدى أم العروسة هدية ثمينة أو مبلغ من المال يسمونه ( قهوة الأم ) أو ( الرضوة ) وليس لها علاقة بالمهر.
( المَلَم ) هو اجتماع قبيلة العريس في بيت كبيرهم أو بيت والد العريس يتم فيه ( عرفة الوجبة ) وهو موعد الزواج وتحديد المعازيم حيث يتكفل كل فن من القبيلة بدعوة قبيلة معينة كانت في السابق مشافهة أما اليوم فتوزع بطاقات الدعوة.
قبل ظهور قصور الأفراح كان شباب القبيلة يتكاتفون في تهيئة مكان حفل الزواج ويسمونه ( مِقام أو زينة ) يحضرون الحطب للطهي وينصبون عمدان ترفع عليها مصابيح كهربائية ليلة الزواج وكانت هذه المرحلة من أجمل لوحات التكاتف الجماعي ويسود فيها الإخاء والاحترام.
يقدم المدعوون الى حفل الزواج ومعهم ( الرفد ) أو المَد أو الموجب وهي من باب المساعدة والتكريم وغالباً تكون مبلغ مالي وكان في السابق يقودون (القَود) وهو عبارة عن ( خَيَال ) أي خروف من أي نوع أو أكثر، وحسب العادة فإن على أهل العريس ذبحها وطبخها ومن ثم تقديمها لأصحابها ( مفقدة ) ويعني كاملة ويقوم كبير القوم بتدبيرها وترك نصفها لأهل العرس، وعلى أهل العرس التنبه حتى تقدم الذبيحة التي تخصهم وإلا عد هذا عيب ومنقود!.
يتخلل حفل الزواج بعض الألعاب الشعبية مثل (القصيد ) وهو شعر المحاورة والزير و ( الزواميل ) أو الحداء وغيرها .
عادات الولادة:
تستبشر الأسرة بحمل المرأة ويترقبون الوافد الجديد ومن عاداتهم أنهم يتمنون أن يكون المولود ذكراً لتفضيلهم الذكور على الإناث
وذلك لحاجتهم للذكور في مساعدة آبائهم في الزراعة والمهن الخاصة بالرجال ولكن بعد انتشار الوعي الديني أصبحت عادة التفضيل هذه لا تكاد تذكر ولله الحمد.
بعد الولادة يسمي الطفل غالباً على اسم جده أو قد يسمى باسم غريب اعتقاداً منهم أن الموت سينساه وهذه العادة تعد من الماضي
ولكن ما زال لها أثر في الأسماء. تقدم للنفساء مشروبات خاصة يسمونها الحلوة وهي عبارة عن شراب السكر والجنزبيل والقرفة بعد غليه، ويبخرونها بالإذخر لمدة سبعة أيام ويطلبون منها ابتلاع (المُر ) الموجود لدى العطارين.
وغالباً يقوم الزوج بذبح ذبيحة يسمونها طعام القوامة.
أما الطفل فيؤخذ حبل سره ويرمى في مكان يرجى أن يبرز فيه مستقبل الطفل، مثلاً يرمى في مزرعة ليصبح فلاحاً أو في السوق ليصح تاجراً، أما الفتاة فيرمى حبلها في حظيرة الأغنام لتتعلق بها ولا تملها
، كما كانوا يلبسون الطفل لباس السكن وهو عبارة عن خرز ينظم في خيط ويوضع حول المعصم أو توضع المسماة وهي مادة تشبه حبة التمرة لدى العطارين توضع داخل خرقةٍ تربط في نفس الموضع والهدف منها حماية الطفل من الشياطين! وكل هذه الأمور انتهت تماماً ولله الحمد. وكان للختان وليمة خاصة يدعى لها بالإضافة إلى التوسع أحياناً في العقيقة بإقامة حفل واسع خصوصاً المولود الأول.
عادات الوفاة:
بعد دفن الميت يصلى عليه ثم يقام العزا
وطيلة ثلاثة أيام يتواجد أهل الميت في أحد بيوتهم لاستقبال المعزين وغالباً يقود المعزين خرفاناً تذبح ويطعمونها هم ومن حضر وبدأت هذه العادة بالانحسار تدريجياً بعد أفتى العلماء ببدعيتها.
عادات التداوي:
كان المريض يعالج بعلاجات بدائية تعتمد على الطب الشعبي غالباً أو الخبرات العلاجية لبعض الأشخاص وقد يؤدي مرض بسيط يجهله هؤلاء إلى موت المريض بعد آلام مبرحة من جراء العلاج، وكبديل آخر كان الناس يقصدون الشيخ ، أو يذهبون للتبرك بالأولياء كالمهدلي !
عادات الطعام:
في قبيله حرب حدث الكثير من مظاهر التغيير في عادات الطعام من وقت لآخر سواء من حيث مكوناته أو طريقة إعداده أو آداب المائدة وذلك في المناسبات المختلفة مثل طعام الأسرة وقرى الضيف وغيرها. في الماضي كانت المادة الأساسية في الطعام محدودة ومن منتجات المحافظة نفسها وأهمها القمح، والدخن، والتمر وما ينتج من الحيوانات كالحليب ومشتقاته واللحوم التي لا تؤكل غالباً إلا في المناسبات الكبيرة مثل ضيف او الزواج نظراً لضعف الحياة الاقتصادية في ذلك الوقت. ومن العادات القديمة كان الرجل لا يأكل مع المرأة حتى وان كانت زوجته!
وكعادة العرب في المبالغة في إكرام الضيف كان (المعزب ) يذبح لضيفه ذبيحة أو أكثر حسب عدد الضيوف ومكانتهم ، ومن العادات كان على الضيف أن (يحلف ) على المعزب حتى لا يذبح كأن يقول ( والله ما يكتب لنا عندك ما تدبر السكين )، وهذه العادة أي الحلف ما زالت حتى اليوم ، أما الذبيحة فتوضع كاملة أمام الضيف ويطلب منه ( تدبيرها ) أي توزيعها على الصحون، فيوضع نصفها تقريباً في صحن عليه الضيف وأكابر القوم ويوزع البقية على الصحون الأخرى، (والمردود ) أو السور هو ما يبقى من طعام الضيف فيجتمع عليه أهل البيت والجيران.
ومن العادات الصارمة أن لا يقوم أحدٌ عن الطعام حتى يقوم الضيف أو الكبير بنداء الحاضرين تعشيتوا؟ أو تغديتوا ؟ فيرد عليه بقولهم عينا خير فيقول قومونا فيقولون ما عليك قالط فيقوم قائلاً جاد الله عليكم وكثر الله خيركم ومن ثم يقوم الجميع.
عادات التعاون الاجتماعي:
الرفد: وهو ما يقدم للغير من باب المساعدة والتكافل ويختلف باختلاف مسبباته ظروف تقديمه قد بطلب من محتاج غريب، أو قد يعطى لمساعدة فرد من القبيلة مر به ظرف أو مناسبة كالزواج، أو قد يعطى للجار عند نزول ضيف.
الفرقة: هي أمر الزامي على كل فرد من افراد القبيلة ولا يستثنى أحداً ولها مجالات عديدة من أهمها الديات، فإذا وقع على فرد منهم دية يجمع قومه ويسمون ( الخمسة ) وتقسم عليهم الدية بالتساوي وهذه العادة ما زالت قائمة الى يومنا هذا، ومن يمتنع عن الدفع يسقطونه!
الفزعة: هي المساعدة بأي أمر صغر أو كبر وغالباً ما تكون بين الأقارب والجيران وأبناء القبيلة ، وراعي الفزعة لقب لا يستحقه إلا المبادر دوماً لمساعدة غيره.
المنائح: إذا فقر شخص أو كانت غنمه ( مجْنبه ) أي لا حليب فيها أعطوه منائح إما شاة أو ناقه يحتليها حتى (تغرز ) أي يجف لبنها ثم يعيدها إلى صاحبها.
العرية: إذا حضر الصيف أعطي الشخص عريّة وهي نخلة ذات رطب يجني رطبها طوال العام أو أكثر من ذلك.