المدرسة المستنصرية: منارة العلم في بغداد عبر العصور

تعتبر المدرسة المستنصرية واحدة من أبرز المعالم التاريخية والتعليمية في العراق. حيث كانت مركزًا علميًا هامًا خلال العهد العباسي. وتأسست هذه المدرسة العريقة في عام 1233م على يد الخليفة العباسي المستنصر بالله، وكانت تعد من أوائل الجامعات في العالم الإسلامي. إذ جمعت بين تدريس العلوم الدينية والدنيوية في آن واحد.
تصميم المدرسة المستنصرية
تقع المدرسة في قلب بغداد، على ضفاف نهر دجلة، بالقرب من شارع الرشيد، وهو أحد أقدم شوارع العاصمة العراقية. كما تتميز بتصميمها المعماري الفريد، الذي يعكس روعة الفن الإسلامي في العصور الوسطى. وتحتوي على فناء واسع تحيط به أروقة مزخرفة وقاعات دراسية. بالإضافة إلى مكتبة ضخمة كانت تضم آلاف الكتب والمخطوطات في مختلف المجالات العلمية.
وكانت المدرسة تدرس مختلف العلوم، مثل الفقه، التفسير، الطب، الرياضيات، الفلك، واللغة العربية. كما كانت من أوائل المؤسسات التعليمية التي تبنت نظام التعليم المتكامل. حيث كانت توفر للطلاب السكن والطعام والمستلزمات الدراسية. وكان يدرس فيها كبار العلماء، مما جعلها مركزًا لجذب الطلاب من جميع أنحاء العالم الإسلامي.
مكانتها في العصر الحديث
لا تزال المدرسة المستنصرية واحدة من المعالم الأثرية المهمة في العراق، حيث تحظى باهتمام الباحثين والمؤرخين. ورغم تعرضها للإهمال والتخريب على مر العصور، إلا أن الجهود مستمرة للحفاظ عليها وترميمها. نظرًا لأهميتها في تاريخ العلم والتعليم في العالم الإسلامي.
ويقول الدكتور علي الكرخي، أستاذ التاريخ الإسلامي في جامعة بغداد، إن المدرسة المستنصرية كانت نموذجًا فريدًا للتعليم المتكامل في العصور الوسطى. كما ساهمت في تخريج العديد من العلماء الذين أثروا في مسيرة الحضارة الإسلامية.
وأضاف أن المدرسة المستنصرية تظل شاهدًا على ازدهار بغداد في العصر العباسي ودورها في نشر العلم والمعرفة. ورغم مرور قرون على تأسيسها، فإنها ما زالت تمثل جزءًا أساسيًا من التراث الثقافي العراقي والإسلامي.