تاريخ ومزارات

جزيرة الخور: كنز تاريخي مخفي في قلب قطر

أسماء صبحي

تعد جزيرة الخور المعروفة أيضًا باسم جزيرة بن غنام أو الجزيرة الأرجوانية، واحدة من أقدم المواقع الأثرية وأكثرها تميزًا في قطر. وتقع الجزيرة شمال شرق البلاد بالقرب من مدينة الخور. وتعد شاهدًا حيًا على تاريخ غني يمتد لآلاف السنين حيث ارتبطت بالصناعة القديمة والتجارة البحرية.

وعلى الرغم من صغر مساحتها التي تبلغ حوالي 1.67 كيلومتر مربع. إلا أن قيمتها التاريخية والبيئية جعلتها وجهة لا غنى عن زيارتها لمحبي التاريخ والطبيعة.

تاريخ جزيرة الخور

اكتسبت الجزيرة شهرتها من كونها أقدم موقع معروف في العالم لصناعة الصبغة الأرجوانية، التي كانت تستخرج من نوع معين من الرخويات البحرية يسمى الموركس. وكانت هذه الصبغة تيتخدم في العصور القديمة لصبغ الأقمشة الملكية، نظرًا لندرتها وقيمتها العالية.

وخلال التنقيبات الأثرية، اكتُشف أكثر من 3 ملايين صدفة محطمة، ما يعد دليلًا قويًا على أن الجزيرة كانت مركزًا إنتاجيًا رئيسيًا خلال الألفية الثانية قبل الميلاد، تحديدًا في عهد الكيشيين الذين حكموا بلاد الرافدين.

ويرجح الباحثون أن الجزيرة كانت جزءًا من شبكة تجارية واسعة، حيث كانت تصدر الصبغة إلى الممالك المجاورة. مما يعكس الدور المحوري الذي لعبته قطر في التجارة الإقليمية قبل آلاف السنين.

أهمية الجزيرة عبر العصور

مرت الجزيرة بأربع مراحل استيطانية رئيسية، بدءًا من العصر الحجري الحديث وحتى أوائل القرن العشرين. كما كشفت الحفريات عن مستوطنة حجرية تضم بقايا منازل بسيطة وأدوات حجرية كانت تُستخدم في الحياة اليومية. مما يدل على أن السكان الأوائل كانوا يعتمدون على الصيد البحري وجمع الرخويات كمصدر رئيسي للرزق.

كما أظهرت الاكتشافات وجود أواني فخارية وحلي وأدوات معدنية. ما يؤكد أن الجزيرة كانت مأهولة بشكل مستمر، وأن سكانها كانوا جزءًا من ثقافات وحضارات متعددة تأثرت بالعالم المحيط بها.

الجغرافيا والطبيعة الخلابة

تحيط بالجزيرة مياه ضحلة تعج بالحياة البحرية وتطل على غابات المانغروف الكثيفة التي تعتبر موطنًا طبيعيًا للعديد من الطيور المهاجرة والأسماك. كما تربط الجزيرة بالبر الرئيسي ممرات ترابية تمر عبر جداول مائية صغيرة ما يجعل الوصول إليها مغامرة في حد ذاته.

وتوفر الجزيرة بيئة طبيعية رائعة لعشاق التصوير، حيث تلتقي التكوينات الصخرية مع المياه الزرقاء الهادئة بينما تسبح الطيور البحرية في الأفق، ما يمنح المكان هالة من السحر والهدوء.

ويقول الدكتور روبرت كارتر، الخبير في علم الآثار الخليجية، إن جزيرة الخور ليست مجرد موقع أثري، بل هي نافذة على التاريخ القديم لمنطقة الخليج. كما أن اكتشاف صناعة الصبغة الأرجوانية هنا يوضح كيف كانت قطر نقطة مهمة في التجارة العالمية القديمة، ويدل على براعة سكانها في استغلال الموارد البحرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى