تاريخ ومزارات

حجة.. جوهرة اليمن الشمالية التي تجمع بين التاريخ الأخضر والسحر الطبيعي

تقع محافظة حجة في الجهة الشمالية الغربية من العاصمة صنعاء على بعد مسافة تبلغ 127 كيلومترا، ويمتاز موقعها الاستراتيجي بقربه من الحدود مع المملكة العربية السعودية، ما يمنحها أهمية جغرافية وتاريخية خاصة في خريطة اليمن.

موقع حجة

يتنوع المناخ في محافظة حجة بشكل ملحوظ تبعا لطبيعة التضاريس المتناوبة بين المرتفعات الجبلية والمناطق السهلية، ففي المناطق الجبلية يسود مناخ معتدل خلال فصل الصيف وبارد في فصل الشتاء، بينما تسود المناطق السهلية مناخا مداريا يتميز بالحرارة والرطوبة العالية صيفا، ومعتدل نسبيا في فصل الشتاء.

تضم محافظة حجة معالم سياحية فريدة تجعل منها وجهة مثالية لكل عاشق للتاريخ والطبيعة، ففي أنحائها شواهد أثرية قديمة وإسلامية منتشرة في مواقع الحصون والقلاع التاريخية التي تحكي حكايات العصور الماضية، كما تتميز المحافظة بأنماط معمارية فريدة تتجلى في تصميم المساجد والأضرحة والجسور التي بناها الأجداد بفن راقٍ ودقة هندسية لافتة.

ولا تقل الثروة الطبيعية أهمية، إذ تزخر حجة بالوديان الخصبة والغابات الكثيفة وأنواع نادرة من الطيور التي تجعل منها مقصدا رائدا للسياحة البيئية، وترتفع في سمائها جبال خضراء شاهقة يتراوح ارتفاعها بين 2700 متر و3000 متر، تشبه الحصون المنيعة، ومن أبرزها جبال كوكبان حجة والجاهلي ومبين.

كما تمتلك المحافظة ثروة بيئية بحرية مميزة تمثّلت في جزيرة ذو حراب وجزيرة بكلان، اللتين تشكلان لوحتين طبيعيتين لا تقلان جمالا عن المناطق البرية.

ومن بين أبرز المعالم الحضرية، تبرز مدينة حجة كمركز إداري وسياحي، إذ تقع على جبل يرتفع بمتوسط 1800 متر عن سطح البحر، ومن أبرز معالمها التاريخية قلعة القاهرة في كحلان عفار ومسور حجة، وهو حصن منيع يرتفع 3050 مترا ويطل على المدينة من الأعالي.

كل جبال حجة تتمتع بجاذبية سياحية فريدة، حيث تُعد معظم مشارفها مناطق مثالية لممارسة رياضة الطيران الشراعي، خاصة في جبال الشرفين ووشحة وكشر، وتمتد عبر هذه المرتفعات وديان خصبة ومدرجات زراعية قديمة وقرى معلقة في الأعالي، تمتاز بعمارتها المدهشة التي تأسر العيون وتسجل حضارة عمرانية عريقة.

عادات وتقاليد تعكس هوية عميقة

يحافظ أهالي محافظة حجة على عادات وتقاليد اجتماعية متجذرة تميزهم عن غيرهم، وتظهر بوضوح في نمط حياتهم اليومي سواء في المناطق الجبلية أو السهلية، وتتمتع كل منطقة بملابس تقليدية خاصة بها، كما تشتهر أدوات الزينة والكوافي المحلية بتصاميمها الفريدة.

ومن أبرز مظاهر الحرف التقليدية استخدام الخيزران في صناعة الأثاث، وإعداد الظُلّات المصنوعة من أوراق النخيل، ويعكس الفن الشعبي في المحافظة تنوعا لافتا في الرقصات الشعبية والإيقاعات الموسيقية التي تعد جزءا أصيلا من المناسبات الاجتماعية والدينية.

تشهد المحافظة نشاطا تجاريا حيويا عبر مجموعة من الأسواق التي تشكل مراكز اقتصادية وثقافية في آن واحد، ومن بينها أسواق أسبوعية تتحول إلى مزارات سياحية يومية، خاصة في المناطق السهلية والساحلية، حيث يجتمع السكان لتبادل البضائع والمنتجات المحلية ويعيشون لحظات اجتماعية غنية بالتفاعل والحيوية.

السياحة الاستشفائية.. عيون تنبع من قلب الجبال

تنتشر في محافظة حجة عدد من العيون الحارة التي تُعد مصادر طبيعية للعلاج والاستشفاء بعض هذه العيون تم اكتشافه حديثا على الطرق المؤدية إلى المناطق التهامية، ومن أبرزها عين الطور الواقعة على بعد 35 كيلومترا من مدينة حجة، كما يوجد في مدينة يسلم ينبوع حار يتميز بجريانه الدائم على مدار العام، ويجذب إليه الزوار الباحثين عن الراحة والاستجمام الطبيعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى