قبائل و عائلات

قبيلة النواشر في بيشة.. سلالة هلالية أصيلة وجذور تمتد إلى هوازن

تعد قبيلة النواشر أو بنو ناشر من القبائل العربية العريقة التي لا تزال تحافظ على نسبها الهلالي العتيق، حيث تنحدر من بني هلال بن عامر بن صعصعة من هوازن، إحدى أعرق القبائل التي تركت بصماتها في تاريخ شبه الجزيرة العربية، ويعرف الفرد من القبيلة باسم الناشري، وتستوطن القبيلة اليوم محافظة بيشة، تحديدًا في قرية الحيفة، ضمن قبائل معاوية والمحلف.

نسب قبيلة النواشر

يعود نسب القبيلة إلى ناشرة بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وهو نسب عدناني أصيل يمتد إلى جد العرب عدنان،
ومن أبناء ناشرة: عمرو وظالم، وقد قدّر المؤرخون ميلاد ناشرة بن هلال بعام 480 للميلاد.

أما أم ناشرة فهي قريظة بنت عمرو بن مرة بن صعصعة، كما ذكر ابن الكلبي في كتابه جمهرة النسب، وجدها هو مرة بن صعصعة الملقب بـ سلول، الذي تُنسب إليه قبيلة بنو سلول المشهورة في بيشة، والتي تسكن بجوار قبائل معاوية والمحلف.

وتجدر الإشارة إلى أن سلول هي بنت ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، ولذلك سُمِّي بنوها باسمها، أما أخوها مرة بن ذهل بن شيبان وعمهم جساس بن مرة فهو قاتل كليب بن ربيعة في حرب البسوس الشهيرة التي هزّت أركان قبائل العرب.

ملامح من تاريخهم وشجاعتهم

عرفت قبيلة النواشر بالشجاعة والأنفة، وقد ورد في شعر أحد قادتهم من بني عامر وسلول قوله في إحدى المعارك:

وأبو أبي ما منيت بمثلة يحبذا هو ممسيا ونهارا
عمرو الذي جعلت سلول وعامر يوم الصباح يجيبون فزارا

كما قال أحد شعراء النواشر حين سكنوا المرفد معرفًا بنفسه وفخورًا بنسبه:

أنا دعي الناشري جداً وخال

ويُذكر أن المرفد هو أول موقع استقرت فيه قبائل عامر بن صعصعة بعد معركة بني وحش الشهيرة في وادي ترج بالقرن السابع الهجري، عندما نزحت من مواطنها القديمة، وما تزال آثارهم واضحة في منطقة مهر، كما بقيت قرية خفاجة بعرمان شاهدة على تواجدهم القديم هناك قبل رحيلهم إلى بيشة.

فروع قبيلة النواشر

تنقسم قبيلة النواشر في بيشة إلى عدة فروع رئيسية:

  • آل زمام
  • آل زيد
  • آل خليفة
  • آل عبيد

موطنهم في قرية الحيفة

يسكن النواشر اليوم قرية الحيفة، وهي من أقدم القرى التاريخية في بيشة، وتتميز بموقعها الفريد كونها نقطة التقاء أكبر أودية الجنوب وهي: وادي بيشة ووادي ترج ووادي هرجاب، ما جعلها مركزًا طبيعيًا وحضاريًا هامًا، وقد أشار المؤرخ عبد الله بن علي بن مسفر في كتابه السراج المنير إلى أن قاعدة قبائل بيشة القديمة كانت في القاع المجاور لوادي بيشة، مما يؤكد المكانة الجغرافية والتاريخية لقرية الحيفة عبر العصور.

زعامة القبيلة وفنونها الشعبية

ينوب عن القبيلة اليوم الشيخ فايز بن بدوي آل زمام الناشري، المعروف بحكمته وحرصه على حفظ تاريخ القبيلة ومكانتها الاجتماعية، أما من حيث الفنون الشعبية، فتشتهر القبيلة بمشاركتها المميزة في العرضة الجنوبية، وهو أحد أهم الفنون التراثية في المنطقة، ومن أشهر شعرائها ابن خميس الناشري وعدد من الشعراء الذين برزوا في ميادين الشعر والفخر.

تظل قبيلة النواشر في بيشة إحدى القبائل التي تجمع بين عراقة النسب الهلالي والأصالة البيشية، شاهدةً على امتداد التاريخ القبلي العربي الذي لا يزال ينبض بالحياة بين جبال وأودية الجنوب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى