سيناء أرض البركات.. رحلة في مواطن المعجزات السماوية
شدد الدكتور عبد الرحيم ريحان، خبير الآثار وعضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، على أن سيناء تتمتع بقدسية وتفرد خاص، فهي موطن المناجاة بين النبي موسى وربه، وتحتضن شجرة العليقة الملتهبة التي تجسد الحدث الكبير في تاريخ البشرية، كما أنها الموقع الذي التقى فيه النبي موسى بالعبد الصالح في مجمع البحرين.
البركة في القرآن الكريم
أشار ريحان إلى أن الآية الكريمة في سورة الإسراء «سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا» تشير إلى بركة القدس، بينما في سورة النمل «فَلَمَّا جَآءَهَا نُودِىَ أَنۢ بُورِكَ مَن فِى ٱلنَّارِ وَمَنْ حَوْلَهَا»، نجد بركة سيناء والواد المقدس حيث وقع حدث المناجاة مع شجرة العليقة.
الشجرة العجيبة في دير سانت كاترين
واردف الدكتور ريحان، أن شجرة العليقة لا تزال في الوادي المقدس داخل دير سانت كاترين، حيث كان الإمبراطور قسطنطين قد بني كنيسة تبركًا بها في القرن الرابع الميلادي، كما أكدت الدراسات الأثرية أن هذه الشجرة ظلت مشتعلة دون أن تتأثر بالنار، بل حاول الرهبان زراعتها في أماكن أخرى لكن دون جدوى.
جبل الطور والمناجاة
ويشير “ريحان”، في كتابه “التجليات الربانية في الوادي المقدس طوى”، إلى تفاصيل رحلات النبي موسى في سيناء، ومنها صعوده إلى جبل الطور في وادي الراحة، كما يطرح تساؤلًا حول موقع جبل الطور والشجرة، ويجيب بأن الآيات القرآنية تؤكد أنهما يقعان في سيناء، حيث يتواجد جبل الطور بالقرب من الشجرة.
معجزات عصى موسى في سيناء
والجدير بالإشارة أن سيناء كانت أيضًا مسرحًا لعدة معجزات لنبي الله موسى، ومنها انفلاق البحر، وتفجير الماء من الحجر، وتحويل العصا إلى حية. هذه المعجزات تجسد قدرة الله عز وجل وقد تكون السبب في تقديس الأرض التي شهدت هذه الأحداث العظيمة.
مجمع البحرين ورأس محمد
ووفقًا لما جاء في دراسة الباحث عماد مهدى، فأن مجمع البحرين في رأس محمد يمثل الموقع الجغرافي الذي ذكره القرآن، حيث يلتقي خليج العقبة وخليج السويس في البحر الأحمر، كما يعتبر هذا المكان شاهدًا على اللقاء بين النبي موسى والعبد الصالح، سيدنا الخضر، وهو الموقع الذي شهد معجزة شق البحر.
كما أضاف مهدى أن رأس محمد، وخاصة منطقة صخرة الحوت، هي نقطة اللقاء التاريخية بين النبي موسى والخضر، وقد تم تحديد موقع السفينة التي رست هناك، مما يعزز من أهمية هذه المنطقة كأثر تاريخي هام.



