عائلة السماعنة في الشرقية: جذور ضاربة في أعماق التاريخ

أسماء صبحي
تعد عائلة السماعنة واحدة من أبرز العائلات العربية في محافظة الشرقية بمصر، وتحديدًا في مركز فاقوس. ويرجع أصل العائلة إلى قبيلة عربية عريقة استوطنت المنطقة منذ قرون. وأسهمت في بناء المجتمع المحلي من خلال أدوارها البارزة في الزراعة، التجارة، وحفظ العادات والتقاليد.
أصل عائلة السماعنة
ينحدر السماعنة من قبائل عربية هاجرت إلى منطقة الدلتا واستقرت في الشرقية. حيث وجدوا في الأراضي الزراعية الخصبة مصدرًا للاستقرار والمعيشة. وسرعان ما تكونت روابط اجتماعية قوية بينهم وبين باقي العائلات ما عزز مكانتهم كركيزة أساسية في المجتمع.
وتعرف السماعنة بتفرعها إلى العديد من العائلات الفرعية، التي لكل منها تاريخها ورموزها البارزة:
- عائلة أبو مقيبل: يتزعمها العمدة سعد علي مرشد، المعروف بحكمته في إدارة شؤون القبيلة.
- عائلة أبو توبة: يتولى محمد حسن منصور توبة منصب نائب العمدة. كما يعرف بدوره البارز في فض النزاعات المحلية.
- عائلة الطويل: تتفرع إلى بطون مثل الخلايلة وأبو عايد وأبو إسماعيل. كما يعرف أفرادها بمشاركتهم الواسعة في الأنشطة التجارية.
- عائلة الحلوات: يقال إنهم أقدم فرع من السماعنة، وكان لهم السبق في الاستقرار بالمنطقة.
الدور الاجتماعي والسياسي للعائلة
لعبت العائلة دورًا فعّالًا في النهوض بالمجتمع المحلي، حيث كان أبناؤها من أوائل المشاركين في المجالس العرفية لحل الخلافات، وبرز العديد منهم كقادة رأي وشخصيات عامة. كما شغل أفرادها مناصب سياسية وإدارية ما أسهم في تعزيز مكانة العائلة على مستوى المحافظة.
ويقول الدكتور عبد الرحمن إبراهيم علي السيد سلام، الباحث في شؤون القبائل العربية، إن عائلة السماعنة تعد نموذجًا حيًا للعائلة العربية التي حافظت على هويتها رغم تغيرات الزمن. كما ساهمت في بناء مجتمع مترابط، واستطاعت نقل العادات العربية الأصيلة عبر الأجيال ما جعلها ركيزة ثقافية مهمة في الشرقية.
وارتبطت العائلة منذ القدم بالزراعة، حيث استغلوا الأراضي الخصبة في زراعة المحاصيل الأساسية مثل القمح والقطن. ومع تطور الزمن، دخل العديد من أفراد العائلة في قطاعات التجارة والبناء. ما ساعد على تحسين أوضاعهم الاقتصادية وزيادة تأثيرهم المجتمعي.
وتحافظ العائلة حتى اليوم على العديد من العادات التي تميزها مثل التجمعات العائلية الكبيرة في المناسبات والأفراح. وتنظيم المجالس العرفية لحل النزاعات وفقًا للأعراف العربية الأصيلة.
ورغم تمسك السماعنة بتقاليدهم، إلا أنهم منفتحون على التطور الحديث. فاليوم نجد العديد من شباب العائلة يُكملون تعليمهم الجامعي، ويشغلون وظائف مرموقة في مجالات متنوعة كالقانون، الطب، والهندسة. ما يعكس قدرتهم على التكيف مع متطلبات العصر دون التخلي عن هويتهم.