
كتبت – شيماء طه
تعد محمية العُميد واحدة من أهم المحميات الطبيعية في محافظة مطروح، حيث تتميز بتنوعها البيولوجي الفريد ونظامها البيئي المتكامل.
أُنشئت المحمية بهدف حماية الموارد الطبيعية والحفاظ على التنوع الحيوي في المنطقة الساحلية، مما يجعلها مقصدًا مهمًا للباحثين والسياح وعشاق الطبيعة.
الموقع والمساحة
تقع محمية العميد على الساحل الشمالي لمصر، تحديدًا في محافظة مطروح، على بعد حوالي 70 كيلومترًا غرب مدينة الإسكندرية. تمتد المحمية على مساحة واسعة تصل إلى 700 كيلومتر مربع، وتشمل مناطق ساحلية وكثبانًا رملية وأراضٍ زراعية طبيعية، مما يجعلها نموذجًا بيئيًا متكاملًا يعكس طبيعة الساحل الشمالي.
التنوع البيولوجي في المحمية
بينما تتميز محمية العُميد بتنوعها البيولوجي الغني، حيث تحتضن أنواعًا نادرة من النباتات والحيوانات التي تتكيف مع البيئة الصحراوية والساحلية.
النباتات
تضم المحمية أكثر من 200 نوع من النباتات البرية، من بينها أنواع نادرة مثل:
الشيح
الرتم
العجرم
السدر
تساهم هذه النباتات في تحقيق التوازن البيئي، حيث تساعد على تثبيت الرمال ومكافحة التصحر، كما تعد مصدرًا غذائيًا للعديد من الكائنات الحية.
الحيوانات والطيور
تُعد محمية العُميد موطنًا لأنواع مختلفة من الحيوانات البرية، مثل:
الثعالب الصحراوية
اليرابيع
القنافذ
كما تعبرها الطيور المهاجرة في مواسم الهجرة، مما يعزز من أهمية المحمية كممر طبيعي للطيور التي تتنقل بين إفريقيا وأوروبا.
أهمية المحمية في البحث العلمي
تمثل محمية العُميد مركزًا مهمًا للأبحاث البيئية، حيث يتم إجراء دراسات علمية متعلقة بتغير المناخ، ومكافحة التصحر، وحماية التنوع الحيوي. كما تستخدم كموقع تدريبي لطلاب الجامعات والمتخصصين في الدراسات البيئية.
السياحة البيئية في محمية العُميد
تُعد المحمية وجهة مثالية لمحبي السياحة البيئية، حيث توفر للزوار فرصة للاستمتاع بالطبيعة الخلابة، واستكشاف الحياة البرية، والمشاركة في برامج التوعية البيئية
التحديات وجهود الحماية
بينما تواجه محمية العميد العديد من التحديات، من بينها التغيرات المناخية، والتوسع العمراني، والرعي الجائر، مما دفع الجهات المعنية إلى تنفيذ خطط للحفاظ عليها، مثل زراعة النباتات المحلية، ووضع قوانين لحماية الحياة البرية، والتوعية بأهمية الحفاظ على البيئة.
تمثل محمية العُميد نموذجًا فريدًا للمحميات الطبيعية في مصر، حيث تجمع بين التنوع البيئي والجمال الطبيعي. إن الحفاظ على هذه المحمية لا يسهم فقط في حماية البيئة، بل يساعد أيضًا في تعزيز السياحة البيئية والبحث العلمي، مما يجعلها كنزًا بيئيًا يجب الحفاظ عليه للأجيال القادمة.