الحسيمة.. أشهر عادات الاحتفال بحلول السنة الأمازيغية الجديدة

أميرة جادو
تتمسك الأسر الريفية بتقاليدها الخاصة في الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، الذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالأرض والزراعة والتاريخ، وتشمل هذه الاحتفالات إعداد مأكولات خاصة وارتداء ألبسة تقليدية تعبّر عن الهوية الأمازيغية.
الطقوس المميزة في منطقة الحسيمة
تختلف طقوس الاحتفال برأس السنة الأمازيغية في منطقة الحسيمة عن باقي مناطق المملكة، ورغم اختلاف التفاصيل، تجمع هذه الاحتفالات التمسك بالتراث والتقاليد التي تعود إلى أزمنة قديمة.
تمسك بالتقاليد الأمازيغية
تقول فاطمة الزهراء الوزاني، رئيسة جمعية الأمل للتنمية النسائية ببني يطفت ـ سنادة، إنها تحرص على التمسك بعادات وطقوس هذه المناسبة، مشيرة إلى ارتداء الأزياء الأمازيغية الريفية التقليدية، ومنها زي “التفين”، الذي يشبه “التكشيطا”، وهو زي بسيط وأصيل يربط بحزام رقيق، مع إضافة المنديل والمجوهرات التقليدية. وتؤكد الوزاني أن ممارسة هذه الطقوس كل عام تساعد في غرس العادات في الأجيال الصاعدة.
مأكولات رأس السنة الأمازيغية
تروي الوزاني أن سكان منطقة بني بوفراح بإقليم الحسيمة يحرصون على تحضير مأكولات خاصة بهذه المناسبة تسمى “الحاكوز”. أبرز هذه المأكولات تشمل “السفنج” و”التريد” أو الرغائف في الفطور، وفي وجبتي الغذاء والعشاء يتم تناول “الدشيشة” المحضرة بالخضروات التي تجود بها الأرض في هذا الموسم، بالإضافة إلى “سيكوك باللبن”.
التقاليد الجماعية في تناول الطعام
تعزز التقاليد في المنطقة بتجمع العائلة حول مائدة الطعام. كما يحضر الفواكه الجافة أو “قشقشة” في طبق تقليدي مصنوع من الحلفاء، ويوضع في الطبق خاتم أو “فول يابس”، وتقوم أكبر النساء سناً بتوزيع محتويات الطبق على الحضور، حيث يعتقد أن من يحصل على الخاتم ستتحقق أمنياته.
مائدة حاكوز
تشير الوزاني إلى أن الجلوس مع العائلة حول مائدة “الحاكوز” يعزز الروابط العائلية ويضيف متعة خاصة على المائدة من خلال سرد الحكايات.
بحسب أشرف أمهاوش، الباحث في علم الاجتماع، يعد “الحاكوز” طقسًا مرتبطًا بدورة الحياة الفلاحية لدى الأمازيغ في شمال إفريقيا. يحتفل بهذه المناسبة في يومي 13 و14 يناير من كل عام، حيث يمثل اليوم الأول وداعًا للعام المنصرم، يطلق عليه “العام البالي”، بينما يحتفل باليوم الثاني بميلاد عام جديد.
طقوس تحضير الطعام في الاحتفالات
ويضيف أمهاوش أن الاحتفال يبدأ في صباح اليوم الأول بتحضير “فطيرة كبرى” تطهى في “الكانون” وتزين بالفواكه الجافة. كما تعد “إركمان” بطريقة تختلف حسب المنطقة، حيث يحضر البعض بالزرع والماء، بينما يحضره البعض الآخر بالحبوب والقطاني. وفي اليوم الثاني، تحضر وجبة “بركوكس” التقليدية.
في اليوم الثاني من الاحتفال، يُحضر كل منزل عشاء يتضمن “فروج العام”، وهو ديك بلدي أكمل عامًا كاملاً.
احتفال الأطفال برأس السنة الأمازيغية
فيما يخص الأطفال، ينظمون موكبًا خاصًا بهم، يستمر لمدة يومين، حيث يطوفون بالقرية ويرددون أشعارًا بلحن جميل. يتوجهون إلى بيوت الأسر، التي تقدم لهم هدايا نقدية أو عينية، ويدعون لهم بالبركة. وينتهي الموكب بتجمع حول نار في وسط المدشر للاحتفال.
والجدير بالذكر أن الأطفال الاحتفال حول النار، مستمتعين بما جمعوه من هدايا في أجواء مليئة بالمرح والابتهاج بمناسبة حلول السنة الفلاحية الجديدة.