قبائل و عائلات

عائلة الأتاسي: إرث تاريخي ودور محوري في تاريخ سوريا

أسماء صبحي

تعد عائلة الأتاسي واحدة من أبرز العائلات العربية التي تركت بصمة واضحة في تاريخ سوريا. وتنحدر العائلة من مدينة حمص، وتتميز بامتدادها العريق الذي يعود لقرون طويلة. كما يعود نسب العائلة إلى قبائل عربية أصيلة، واستطاعت أن تجمع بين الإرث الديني والسياسي، مما جعلها واحدة من أعمدة المجتمع السوري.

تاريخ عائلة الأتاسي 

ترجع أصول العائلة إلى القرن العاشر الميلادي، حيث اشتهرت بتوليها المناصب الدينية المهمة. كما عرف أفراد العائلة بعلمهم وشغفهم بالفقه والقانون الإسلامي. وكانوا من بين العلماء البارزين الذين ساهموا في إغناء الحياة الثقافية والفكرية في سوريا.

برزت العائلة في الحياة السياسية السورية مع بداية القرن العشرين. وكان هاشم الأتاسي من أبرز شخصياتها، إذ تولى رئاسة الجمهورية السورية في ثلاث فترات مختلفة: عام 1936، وعام 1949، وعام 1954. كما عرف عنه مواقفه الوطنية ودوره في تعزيز استقلال سوريا خلال فترة الانتداب الفرنسي.

الإنجازات الثقافية والاجتماعية

لم يقتصر تأثير العائلة على المجال السياسي، بل امتد إلى التعليم والعمل الخيري. وساهمت العائلة في تأسيس عدد من المدارس والمؤسسات الخيرية في مدينة حمص. مما ساعد في تعزيز النهضة التعليمية والثقافية في المنطقة.

ويقول المؤرخ السوري سامي مروان مبيض، إن عائلة الأتاسي لعبت دورًا جوهريًا في تشكيل الهوية الوطنية السورية. كما استطاعت عبر أجيالها أن تكون عنصر توازن بين الدين والسياسة، مما جعلها مرجعًا تاريخيًا مهمًا.

وأضاف أن الأتاسي تمثل نموذجًا للعائلات العربية التي استطاعت أن تجمع بين الأصالة والحداثة، وأن تسهم في تشكيل مسار التاريخ الوطني. كما أن إرثها الغني يجعلها واحدة من أبرز عائلات سوريا عبر العصور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى